دولي

عواصم – «وكالات»: هاجم الرئيس الايراني حسن روحاني امس تأكيدات الغرب بأن الحل العسكري للنزاع النووي مع طهران ما زال خيارا مطروحا وتعهد بالمضي «الى الابد» في الابحاث النووية التي وصفها بانها سلمية.
وفي خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية عام 1979 هاجم روحاني العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على بلاده ووصفها بانها «وحشية وغير مشروعة وخاطئة» وقال ان دول المنطقة يجب الا تخشى شيئا من ايران.
وأجرى الجيش الايراني يوم الاثنين تجربة لاطلاق صاروخين صنعا في ايران في لفتة لاظهار العزم الوطني قبل المحادثات التي تجريها طهران مع القوى العالمية الاسبوع المقبل في مسعى للتوصل الى اتفاق.
وقال محللون ان التجربة الصاروخية وما تردد عن خطة لعبور السفن الحربية الايرانية المحيط الاطلسي والاقتراب من الشواطيء الامريكية هي محاولة لتهدئة متشددين معارضين للاتفاق الخاص بتقييد البرنامج النووي الايراني.
وقال روحاني ان المسؤولين الغربيين مازالوا يصرحون بأنه اذا لم تتوصل الجهود الدبلوماسية الى شيء فهناك دوما خيار اللجوء الى القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية.
وقال «أقول صراحة لهؤلاء الواهمين الذين يقولون ان الخيار العسكري على الطاولة ان عليهم ان يغيروا نظاراتهم... الامة الايرانية تعتبر لهجة التهديد هذه فجة وعدائية.»
وأضاف «أود ان أعلن بوضوح ان حركة امتنا صوب ذروة التطور والتقدم العلمي والتقني بما في ذلك التكنولوجيا النووية السلمية ستستمر الى الابد.»
وتوصلت ايران والقوى الست الكبرى الى اتفاق مرحلي في نوفمبر وافقت بموجبه طهران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات الدولية.
وانتقد متشددون قلقون من التغير في السياسة الخارجية منذ انتخاب روحاني في يونيو هذا الاتفاق مرارا. لكن الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي أيد الاتفاق حتى الان.
ومن المقرر ان تبدأ ايران والقوى الست التفاوض بشأن الاتفاق الدائم في فيينا في 18 فبراير.
وخلال الاسابيع القليلة الماضية انتقد مسؤولون ايرانيون مرارا وزير الخارجية الامريكي جون كيري بسبب حديثه عن الخيار العسكري المحتمل.
وقال الرئيس الايراني انه اذا حرصت القوى العالمية خلال المحادثات على المصالح المشتركة والاحترام والتعاون ستلقى من ايران ردا ايجابيا ملائما لكن اذا انتهجت أسلوبا غير مناسب فسيضر ذلك بالمنطقة. وقال روحاني ان نوايا ايران سلمية.
وأعلنت إيران عن اختبار جيل جديد من الصواريخ البالستية، قالت إنه قادر على تدمير جميع الأهداف المعادية، وشدد وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، على أن التجربة الصاروخية جاءت ردا على ما وصفها بـ»التخرصات الأمريكية» بينما ردت واشنطن بالتأكيد على أنها «تراقب عن كثب» برامج التسلح الإيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن دهقان قوله إن هذا الاختبار «رد على تصريحات حول وضع كل الخيارات على الطاولة» مضيفا: «نزف هذه البشرى للشعب الإيراني العظيم بأن أبناءهم في وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي تهديد.»
وجاءت مواقف دهقان على هامش الإعلان عن اختبار جيل جديد من الصواريخ البالستية بعيدة المدى، والتي يمكن توجيهها بالليزر، ويمكنها حمل مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية وتجنب أنظمة الدفاع المعادية وضرب الأهداف الكبيرة الحجم.
من جانبه، رد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» على الإعلان الإيراني بالقول إن بلاده تواصل مراقبة الأنشطة الإيرانية «عن كثب»، مضيفا أن برنامج إيران للتسلح الصاروخي «يمثل تهديدا للمنطقة،» مذكرا بأن قرار مجلس الأمن رقم 1929 حظر على إيران مواصلة تطوير تلك الأسلحة.
من جانبه، قال القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، في كلمته بمهرجان حمل عنوان «الموت لأمريكا» إن الولايات المتحدة هي العدو الرئيسي لإيران الاسلامية ،» متهما جهات لم يسمها في إيران بـ»الاستعداد للتضحية والتنازل عن عزة إيران من أجل التخلص من عداء أمريكا.»
ونقلت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية عن جعفري قوله إن بعض الذين «كانوا ثوريين في الماضي لم تعد تنطبق عليهم هذه الصفة، وابتعدوا عن شعارات الثورة» معتبرا أن شعار «الله وأكبر» يعطي نفس معنى «الموت لأمريكا،» كما قلل من أهمية التهديدات العسكرية الأمريكية قائلا إنها «لم تعد تهديدات رئيسية.»