طرابلس – «وكالات»: لقي ثلاثة من قوات الأمن الليبية مصرعهم وأصيب 15 آخرون في اشتباكات مع مجموعات مسلحة في العاصمة طرابلس خلال الساعات القليلة الماضية ، في الوقت الذي تشهد فيه عدة مدن ليبية حالة استنفار أمني عالية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية، وال، أن الاشتباكات المسلحة بين غرفة العمليات الأمنية المشتركة بطرابلس، مدعومة بوحدات من الجيش، والمسلحين، أسفرت عن سقوط 20 قتيلا بين صفوف المليشيات و10 جرحى بالإضافة لاعتقال 20 منهم.
وفي الوقت نفسه، أعلن مجلس مصراته العسكري «حالة النفير القصوى» وأمر جميع الكتائب التابعة له بالمدينة بالالتحاق بمعسكراتهم تحسبا لأي طارئ، وذلك بالتزامن مع حالة تأهب في مدينة الزاوية, غرب العاصمة طرابلس . وأشارت الوكالة الليبية إلى أن المجلس العسكري للمدينة دعا جميع سرايا الثوار إلى التوجه نحو مقراتهم، وحذر من أن أي اختراق أمني داخل الزاوية وفي محيطها سيتم التعامل معه بكل حزم وقوة.
وكانت الاشتباكات التي وقعت بمنطقة ورشفانة جنوب العاصمة طرابلس مساء امس الاول بين غرفة العمليات المشتركة مدعومة بقوات من الجيش ومجموعات مسلحة قد اسفرت عن مقتل 23 شخصا واصابة 25 آخرين من الجانبين.
ونقلت وكالة الانباء الليبية عن مصدر اعلامي بغرفة العمليات المشتركة قوله ان قوة من غرفة العمليات المشتركة طوقت منطقة ورشفانة جنوب طرابلس وذلك لبسط الامن بعد اشتباكات عنيفة مع عدد من المسلحين «المؤيدين للنظام السابق». وجاءت تلك الاشتباكات على خلفية تظاهر العشرات امس الاول في ميدان الزهراء بمنطقة ورشفانة ووجود بعض المسلحين ضمن التظاهرة
وعلي صعيد منفصل قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إن حكومته تعتزم إبعاد المحتجين -الذين سيطروا على الموانئ الشرقية المهمة لصادرات النفط- في غضون الأيام القليلة القادمة.
ولم يوضح زيدان ما إذا كان سيستخدم القوة، لكنه أبلغ قناة تلفزيونية ليبية أنه لا يريد أن تغرق البلاد في حرب أهلية.
ومنذ الصيف احتلت مجموعة من المتظاهرين المدججين بالسلاح ثلاثة موانئ نفطية شرقي ليبيا تسهم معا بتصدير ستمائة ألف برميل يوميا من النفط، في محاولة لإجبار حكومة طرابلس على منحها حكما ذاتيا سياسيا.
وقال زيدان إن حكومته على وشك إخلاء الموانئ من المحتجين إذا لم يغادروها أثناء الأيام المقبلة. وأضاف أن زعماء قبليين ما زالوا يجرون محادثات في محاولة لإنهاء المواجهة سلميا.
وأخفق زعماء القبائل حتى الآن في إقناع الزعيم القبلي إبراهيم جضران بإنهاء حصار الموانئ الذي ساهم في خفض إنتاج ليبيا من النفط، وأدى إلى ضغط كبير على الميزانية.
وحذرت الحكومة من أنها لن تستطيع دفع مرتبات موظفي القطاع العام إذا استمر الحصار، ومرت عدة مواعيد نهائية حددها زيدان دون القيام بأي عمل.
وفي بداية الشهر الجاري، قال وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي إن إنتاج النفط الليبي تراجع إلى ما بين ستمائة ألف و650 ألف برميل يوميا مقارنة بذروة الإنتاج البالغة 1.6 مليون برميل يوميا في يوليو الماضي.
ويعطل المحتجون -وهم من جهاز حرس المنشآت النفطية- منذ نهاية يوليو/ 2013 أكبر الموانئ النفطية في شرقي ليبيا.
ويتميز اقتصاد ليبيا بتبعية كاملة لعائدات المحروقات التي تمثل أكثر من 96% من الناتج المحلي الإجمالي.