بغداد – «وكالات»: هزت العاصمة العراقية موجة جديدة من التفجيرات بالسيارات المفخخة في مناطق متفرقة على جانبي الكرخ والرصافة .
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات بغداد لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان أربع سيارات مفخخة انفجرت في مناطق البياع وبغداد الجديدة والحرية وأبو دشير واستهدفت ساحات لتجمع العمال ومباني حكومية ومحكمة للاحوال الشخصية .
وقالت الشرطة العراقية ومسعفون إن 24 شخصا قتلوا وأصيب 58 آخرون في ستة تفجيرات في بغداد.
ووقع الهجوم الأعنف في حي أبو دشير الذي تقطنه أغلبية شيعية في جنوب بغداد حيث انفجرت سيارة ملغومة قرب سوق مزدحمة ما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة 18 .
وعلي صعيد منفصل اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش العراقي ومسلحين من العشائر في منطقة الأزركية، التابعة لقضاء الفلوجة، غرب بغداد امس، وأسفرت عن تدمير دبابة عسكرية وثلاث آليات من نوع همر، بحسب ما ذكره شهود عيان ومصادر في الشرطة المحلية.
وأفادت أنباء بوقوع خسائر بشرية من الطرفين.
وأكدت مصادر في الشرطة المحلية، في منطقة جزيرة الخالدية شرق الرمادي، مقتل مراسل لقناة الفلوجة وإصابة اثنين من زملائه بجروح في انفجار لغم أرضي أثناء تغطيتهم لإعادة فتح مخفر شرطة البو جحش، الذي كان مقاتلو تنظيم داعش يسيطرون عليه.
وأضافت المصادر أن المعارك لا تزال مستمرة في منطقة الخالدية بين قوات الجيش والشرطة والصحوات من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى.
وأفاد مصدر في الشرطة في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بإصابة عشرة أشخاص بجروح مختلفة نتيجة انفجار سيارة مفخخة مركونة في حي العسكري وسط قضاء طوزخرماتو شرق تكريت في ساعة مبكرة من صباح الامس.
الي ذلك اعلنت قيادة عمليات الانبار امس عن قتل زعيم بارز في تنظيم ما يسمى بدولة الاسلام في العراق والشام «داعش» خلال اشتباك مسلح في محافظة الانبار غربي العراق.
وقال مصدر في القيادة لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان القوات الامنية قتلت اليوم «الاثنين»ما يدعى «والي الانبار» في تنظيم داعش المدعو اسماعيل لطيف خلال اشتباك مسلح في منطقة جزيرة الخالدية بالانبار.
من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إن دولا عربية «شيطانية وخائنة» هي التي تؤجج الفتنة والعنف في بلاده.
ولكنه لم يذكر هذه الدول بالاسم.
وذكر، في خطاب ألقاه في مدينة الناصرية، أن الانتحاريين يأتون إلى العراق من دول مثل المغرب وليبيا واليمن، مضيفا أن «العالم متحد معنا، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وأغلب الدول العربية، باستثناء بعض الدول الشيطانية والخائنة».
وحذر المالكي الدول التي يتهمها «بدعم العنف في بلاده» من أن هذا العنف سيطالها، قائلا إن «الشر شرع في التوسع وسيصل تلك الدول، مثلما وصل دولا أخرى قبلها مستبعدا إمكانية التوصل إلى أي حل سلمي أو سياسي للأزمة الحالية في محافظة الأنبار، حتى يعلن جميع شركائه السياسيين تأييدهم لما يقوم به الجيش هناك.».
ويزعم مسؤولون عراقيون أن السعودية وقطر دعمتا الغاضبين السنة في العراق عندما نظموا احتجاجات ضد الحكومة العام الماضي.
وشهدت المنطقة الغربية من العراق ذات الأغلبية السنية مؤخرا اشتباكات دامية بين أجهزة الأمن وحلفائها من العشائر والمعارضين للحكومة ومتشددين ينتمون للعشائر.
فقد سقطت أجزاء من الرمادي ومدينة الفلوجة بالكامل الشهر الماضي في يد المعارضين للحكومة. وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها معارضون للحكومة على مدن بكاملها منذ غزو القوات التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003.
وكانت الاشتباكات اندلعت أولا في الرمادي آخر شهر ديسمبر عندما فضت أجهزة الحكومة اعتصاما للمحتجين السنة، ثم امتدت إلى الفلوجة، وهو ما دفع أجهزة الأمن الحكومية إلى الانسحاب.
وحض دبلوماسيون، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، السلطات العراقية على انتهاج سياسة المصالحة من أجل إنهاء حالة العنف التي تشهدها البلاد، ولكن المالكي قال إن الاضرابات لا تعزى لعوامل داخلية، متهما قوى أجنبية بتأجيج الفتنة في بلاده.