عواصم – «وكالات « بدأ المبعوث الاممي والعربي المشترك المعني بالشأن السوري الاخضر الابراهيمي فى جنيف امس اولى جلسات التشاور مع وفدي الحكومة السورية والمعارضة بشكل منفصل.
وتهدف مباحثات الابراهيمي مع وفدي الحكومة والمعارضة السوريين إلى بحث ترتيب جلسة حوار ثنائية بينهما اليوم.
وكان الابراهيمي قال في مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية على هامش أعمال اليوم الأول لمؤتمر «جنيف 2» بشأن الأزمة السورية في مدينة مونترو بسويسرا إن هناك بعض الغموض حول مصير المفاوضات مشيرا إلى أنه سيبدأ بالتعاون مع خبراء من الجانبين الامريكي والروسي مشاورات منفصلة مع طرفي الازمة السورية لمحاولة البحث عن النقاط التي ليس عليها خلاف كبير للبدء بها.
ولم يخف الابراهيمي قلقه ازاء تلك المرحلة اذ ان الوفد الحكومي السوري رغم موافقته على المشاركة في المفاوضات الثنائية الا انه يرفض بشدة الحديث عن تفاصيل مرحلة انتقالية يكون في اطارها استبعاد مسؤولين يعتقد بأنهم متورطون في ارتكاب جرائم حرب واخرى ضد الانسانية.وقال الابراهيمي إن طرفي الصراع في سوريا مستعدان لمناقشة تبادل السجناء وتحسين وصول المساعدات الإنسانية.. مشيرا إلى أن بناء الثقة صعب جداً.
وقال الإبراهيمي: «حصلنا على مؤشرات واضحة على أن الأطراف مستعدة لمناقشة قضايا متعلقة بوصول المساعدات للمحتاجين وتحرير الأسرى وعدد من القضايا الأخرى, إلا أن بناء الثقة في هذا المجال صعبة جدا».
وأضاف الإبراهيمي أنه ليس واضحا إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في نفس القاعة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في «جنيف» اليوم الجمعة.. مؤكداً أنه التقي كل فريق على حدة امس.
ورغم القلق من احتمال اخفاق المفاوضات الا ان الامم المتحدة والدول الداعمة للحوار السوري ترى في اللقاء فرصة جيدة قد يتمكن من خلالها الوسطاء من البحث عن حل لحقن الدماء في البلاد وحلول للتعامل مع الازمة الانسانية السورية.
واذا ما انطلقت المفاوضات بالفعل فستكون على خلفية يجب اخذها بعين الاعتبار لمحاولة فهم طبيعة المشهد اقليميا ودوليا حيث باتت سوريا ساحة للتنافس السياسي الدولي العلني.
وتقول الأمم المتحدة إن النظام السوري يمارس العنف والقمع ويرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان على الأرض بشكل يرتقي الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وان لديها ادلة تكفي الى تحويل الملف الى المحكمة الجنائية الدولية اذا توفر الغطاء القانوني من مجلس الامن التابع للأمم المتحدة.
ورغم وضوح الدور الايراني في سوريا بشكل مباشر او غير مباشر ودعم الامم المتحدة حضورها جميع المفاوضات الا ان المعارضة السورية رأت استحالة قبول مشاركتها احتجاجا على دور طهران في تمويل العمليات العسكرية ضد المدنيين وهو الموقف الذي ايدته الولايات المتحدة ما دفع باتجاه حرمان ايران من المشاركة.
ولا خلاف على أن الكثير من المراقبين قد فوجئوا بالرفض الامريكي لجلوس ايران على طاولة المفاوضات بعد التوافق الدولي حول برنامجها النووي والذي اعتقد الكثيرون انه بداية عودة طهران الى الساحة الدولية كلاعب استراتيجي مقبول من جميع الاطراف الا ان هذا الرفض اعطى الانطباع بأن التقارب له سقف محدد ومرهون بعدد من العوامل ذات الصلة بالوضع السياسي في المنطقة.
ولا يغيب الدور الروسي عن المشهد وهي الداعم الاساسي للنظام السوري وحالت حتى اليوم دون صدور قرار رسمي من الامم المتحدة حول سوريا باستثناء قرار متعلق بنزع سلاحه الكيماوي كما تحاول موسكو اللعب على وتر التخويف من الارهاب وتحويل الصراع في سوريا الى حرب لمواجهة ارهابيين على الرغم من عدم وجود تحديد واضح لدى الامم المتحدة لمفهوم الارهاب.
كما ألمحت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى انها لا تضمن نجاح المفاوضات الثنائية حتى نهايتها وانها تدرك ان هناك صعوبات وتحديات تحتاج الى عمل طويل وهو ما اتفق عليه ايضا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي اضاف انها عراقيل يمكن التغلب عليها.
وفي المشهد السوري ايضا جامعة الدول العربية التي وضعت أربعة اسس للتعامل مع الازمة تدور جميعها في ترجمة بيان «جنيف 1» حرفيا بما في ذلك أيضا سلطة انتقالية لها كافة الصلاحيات مع حشد دولي واسع للتعامل مع الازمة الانسانية ووقف العمليات القتالية والالتفات الى معالجة الوضع الانساني المأساوي.
كما بلورت منظمة التعاون الاسلامي موقفها واضحا على لسان امينها العام اياد امين مدني امام المؤتمر «في مسؤولية المجتمع الدولي في متابعة المفاوضات وتجسيد ارادة دولية صادقة تدفع المتفاوضين للتوصل في اقرب الآجال الى حل سلمي على ان يتبنى مجلس الامن الدولي قرارا ملزما بتنفيذ الاتفاق النهائي لحل الازمة سلميا».
ورغم الزخم الدولي الكبير الذي لوحظ في مؤتمر «جنيف 2» تأييدا لخطة «جنيف 1» الا ان المخاوف تبقى قائمة من انهيار المفاوضات مع اصرار سوريا على موقفها الذي يوصف تارة بأنه مستفز واخرى بأنه غير واقعي واللهجة العدائية التي تستخدمها في الحديث عن دول الجوار كما من غير المعروف كيف ستتأقلم روسيا مع هذا الحشد الدولي المؤيد لموقف المعارضة السورية لاسيما وان حديث موسكو عن «الارهاب» لم يؤت تأثيره مثلما كانت تتوقع.