ميونيخ – «وكالات»: عقدت اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة في ميونخ امس اجتماعا في محاولة لتحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فيما قال الوسيط الأميركي في محادثات السلام مارتن إنديك إن واشنطن تأمل في التوصل لاتفاق سلام نهائي بنهاية العام الحالي.
وترأست منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اجتماع الرباعية الذي شارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف والموفد الخاص للجنة الرباعية توني بلير المتواجدون جميعا في ميونخ للمشاركة في مؤتمر حول الأمن.
وقالت آشتون في بيان إن «هذه الاجتماع ينعقد في لحظة يجب أن تتخذ فيها قرارات صعبة وشجاعة»، واعتبرت أن «فوائد السلام للإسرائيليين والفلسطينيين ضخمة»، وعبرت عن أملها بالتوصل لاتفاق سلام تفاوضي يضع حدا للنزاع.
وكثف كيري -الذي تمكن في يوليو2013 من دفع الطرفين لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط المتعثرة منذ ثلاث سنوات- من زياراته إلى المنطقة، دون أن يفلح في إقناع الطرفين بالموافقة على خطته للسلام.
وقال كيري امس إنه ما زال معلقا الآمال بامكان نجاح جهود إدارة الرئيس باراك أوباما للتوصل في اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال في تصريحات خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ «يتملكني الأمل وسنواصل العمل على تحقيق ذلك.»
وقال كيري إن جهود الولايات المتحدة لتحقيق ذلك ليست «وهمية».
وفي هذا الإطار قال الوسيط الأميركي في محادثات السلام إن إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل في استكمال «اتفاق إطار» خلال أسابيع، على أن يتبع ذلك بالتوصل لاتفاق نهائي بحلول نهاية العام الحالي.
وسيتطرق اتفاق الإطار إلى القضايا الرئيسية في الصراع، بما في ذلك الحدود والمستوطنات الإسرائيلية واللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس الاول إن إنديك كشف عن تفاصيل الاتفاق الذي يجرى التفاوض بشأنه في مؤتمر مع زعماء اليهود الأميركيين يوم الخميس.
وأوضحت أن الاتفاق يشمل اعترافا متبادلا وترتيبات أمنية، وسيادة إسرائيل على نحو 75 في المئة من المستوطنات، وتعويضات لكل من اللاجئين الفلسطينيين واليهود الذين أرغموا على مغادرة الدول العربية بعد 1948. وذكرت الصحيفة أن إنديك أكد أن الاتفاق سيسمح لما يتراوح بين 75 في المئة و85 في المئة من المستوطنين بالبقاء في مستوطناتهم بالضفة الغربية كجزء من تبادل الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي سيتم على أساس حدود 1967.
ونقلت الصحيفة عن مشاركين في المؤتمر قولهم إن إنديك أضاف أنه سيتم تأجيل مسألة ما إذا كان سيتم السماح للمستوطنين بالبقاء تحت السيادة الفلسطينية حتى اتفاق الوضع النهائي.
وسيتضمن الاتفاق ترتيبات أمنية تشمل إقامة منطقة عازلة بين الأردن والضفة الغربية من خلال إقامة أسوار جديدة وأجهزة استشعار وتسيير سيارات يتم التحكم فيها عن بعد، وستتحمل الولايات المتحدة هذه التكاليف كجزء من تبرعاتها لتنفيذ اتفاق السلام.
من جانب آخر أظهر استطلاع للرأي نشر أمس الاول أن الأمل في نجاح عملية السلام قد تراجع خلال العقدين الماضيين منذ توقيع اتفاق أوسلو.
وطبقا للاستطلاع الذي أجراه معهد زغبي للأبحاث وشمل 1000 فلسطيني وإسرائيلي، فإن الطرفين لا يثقان كثيرا في المساعي الجديدة للسلام التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ويقول المستطلع آراؤهم إنها صعبة.
ووفقا للاستطلاع الذي أجري في أغسطس الماضي، فإن 18 في المئة من الفلسطينيين و19 في المئة من الإسرائيليين فقط يعتبرون أوسلو تطورا إيجابيا في تاريخ علاقاتهما. ويعتقد كل طرف أن الآخر غير ملتزم بالسلام. كما أن نحو ثلث الفلسطينيين والإسرائيليين فقط يرون حل الدولتين ممكنا، رغم أن 74 في المئة من الإسرائيليين و47 في المئة من الفلسطينيين يتفقون على أنه النتيجة التي يرغبون بها.
وقبل 20 عاما قال نحو 61 في المئة من الفلسطينيين ونحو 54 في المئة من الإسرائيليين إنهم «يشعرون بالأمل» عندما تم التوقيع على اتفاق أوسلو الذي حدد خارطة الطريق لعملية السلام. أما جهود كيري الحالية فقد قال 41 في المئة فقط من الفلسطينيين إنهم يتأملون نجاحها وسينتظرون نتيجتها، بينما لم تتعد تلك النسبة بين الإسرائيليين 39 في المئة.