توجه محمود ذلك الذي أعلن عنه أمس رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، إثر ترؤسه اجتماع مكتب مجلس الأمة، والمتمثل في تكليف الأمانة العامة للمجلس القيام بعمل استطلاع « لأكبر شريحة من المواطنين، بهدف معرفه أولويات المواطن الكويتي، حتى تكون تحت نظر المجلس والحكومة عند وضع أولوياتهما، وبداية طيبة لبرلمان يستشعر الجميع بالفعل أنه مختلف عما سبقه، وأنه يكرس لقيم وأعراف برلمانية محترمة تعيد للمواطنين ثقتهم في مجلسهم، وتعطيهم أملا حقيقيا في أنهم بإزاء ممثلين له تحت القبة، جادين في تلمس همومه واحتياجاته، والبحث عن حلول واقعية لها .
لقد سبق أن أكدنا أننا نستبشر خيرا بالمجلس الجديد، ومن قراءتنا لتركيبته فإننا أحسسنا منذ البداية بجديته، وبأنه يضم غالبية تعطيك انطباعا بأنها جاءت لتعمل، وأنها لا تسعى إلى أضواء أو بهرجة، ولا ترغب في أن تكون في حالة اشتباك دائم مع الحكومة، وإنما تمد لها يد التعاون، من حيث المبدأ، وذلك استجابة لما يحث عليه الدستور، فإذا ظهر لها أي وجه من أوجه القصور فإنها لا تتردد في محاسبة المسؤول عنه، مع التدرج في استخدام الأدوات الدستورية، من دون تشنج أو تأزيم، أو انتقائية، بل تفعيل مستحق لهذه الأدوات، بما يحقق المصلحة العامة، ولا يخلق أجواء من الشحن والتوتر والاحتقان .
نزكي هذا التوجه الذي أعلن عنه الرئيس الغانم، ونبارك له تلك البداية الجيدة، ونتمنى أن يواصل مسيرته بهذا النفس الذي يشيع قدرا كبيرا من التفاؤل بمجلس 2013، وننتظر معه دور انعقاد مليئا بالإنجازات التي تحقق طموحات أبناء الشعب الكويتي، كما وعد .. و«وعد الحر دين عليه» !