تلقى فريق الزمالك هزيمة مذلة برباعية مقابل هدف واحد على يد مضيفه أورلاندو بيراتيس الجنوب افريقي في اللقاء الذي أقيم بينهما على ملعب «أورلاندو ستاديوم» بجنوب لفريقيا في ختام الجولة الثالثة للمجموعة الأولى لبطولة دوري أبطال افريقيا.
الزمالك تجمد رصيده عند نقطة واحدة ليقبع بالمركز الأخير ويقترب من توديع البطولة بينما عزز أورلاندو صدارته برصيد سبع نقاط ليضع قدماً في المربع الذهبي للبطولة ويستحق لقب الحصان الأسود بعد أن أصبح قاهر المصريين عقب فوزه الساحق على الأهلي بثلاثية نظيفة في الجولة الماضية.
أورلاندو تقدم في الدقيقة 27 عن طريق مهاجمه الخطير باسيلا وتعادل محمود عبد الرازق «شيكابالا» في الدقيقة 29 ليستعيد ذاكرة التهديف مع الزمالك بعد غياب استمر أكثر من 573 يوماً عقب هدفه في مرمى الداخلية بالدوري الملغي موسم 2011 /2012 يوم 19 يناير 2012 وتقدم أورلاندو مجدداً عن طريق سيجوليلا في الدقيقة 52 وسجل مياني في الدقيقة 74 واختتم دانكليت مهرجان الأهداف في الدقيقة 82.
وتلقى الزمالك ثاني أكبر هزيمة أفريقية في تاريخه بعد الفضيحة التي تلقاها الفريق الأبيض أمام كوتوكو الغاني بخماسية مقابل هدف في نسخة 1987 كما واصل صيامه عن الانتصارات بدور المجموعات منذ أربعة أعوام كاملة في نسخة 2009 على حساب ديناموز هراري بطل زيمبابوي.
الزمالك قدم عرضاً سيئاً بقيادة مدربه حلمي طولان وابتعد اللاعبون عن مستواهم خاصة الثنائي شيكابالا ومحمد عبد الشافي الذي تسبب في ثلاثة أهداف وكانت دفاعات الفريق الأبيض أشبه بالشوارع المفتوحة أمام مهاجمي أورلاندو ، واكتفى طولان بالمشاهدة وسط تغييرات متأخرة وأداء تكتيكي باهت لتفشل بصمات المدرب المخضرم في تغيير واقع الزمالك المرير.
الزمالك بدأ بتشكيل يشمل بعض المفاجآت أبرزها جلوس عبد الواحد السيد وأحمد حسن ومحمد إبراهيم نجوم الفريق على دكة البدلاء بالإضافة إلى غياب محمود فتح الله وأحمد جعفر للإيقاف والاعتماد على محمود عبدالرحيم «جنش» لحراسة المرمى وأمامه الرباعي حماده طلبة وصلاح سليمان وأحمد سمير ومحمد عبد الشافي للدفاع وهاني سعيد ونور السيد وعمر جابروإسلام عوض والثنائي محمود عبد الرازق «شيكابالا» وأحمد عيد عبد الملك للهجوم.
إيقاع المباراة بدأ سريعاً من جانب الفريقين في ظل إندفاع هجومي من جانب أورلاندو بيراتيس في محاولة لهز شباك الزمالك مبكراً وحاول مهاجمو الفريق الجنوب أفريقي تشكيل الخطورة على مرمى جنش إلا أنه لم تسنح فرصة حقيقية للفريق وكاد إسلام عوض أن يفتتح التسجيل للزمال في الدقيقة 15 من تسديدة قوية مرت تصدى لها حارس أورلاندو ، وأجرى أورلاندو تغييراً مبكراً بالدفع باللاعب ماسيلسا بدلاً من المصاب أنديل جالي في الدقيقة 20 ليربك حسابات المدرب روجيه دي سيا المدير الفني للفريق الجنوب أفريقي.
أورلاندو كثف ضغطه الهجومي على دفاعات الزمالك وسط حالة من التراخي وتباعد الخطوط بالقلعة البيضاء ومنع صلاح سليمان مدافع الزمالك فرصة إنفراد لأصحاب الأرض إلا أنه ارتكب خطأ ساذجاً في الدقيقة 27 ليسجل باسيلا هدف التقدم لفريق أورلاندو بيراتيس في مرمى جنش.
رد الزمالك جاء سريعاً في الدقيقة 29 عن طريق الفهد الأسمر محمود عبد الرازق «شيكابالا» الذي سجل هدف التعادل للزمالك من تمريرة بينية رائعة من زميله أحمد عيد أودعها المرمى بسهولة ، وذاد الحارس جنش عن مرماه وتصدى لتسديدة صاروخية من بانكليت كاد تضع أورلاندو مجدداً في المقدمة.
وواصل جنش تألقه وحرم المهاجم الخطير باسيلا من إضافة الهدف الثاني من تسديدة قوية ، وظهر في الشوط الأول وجود ثغرات واضحة في دفاعات القلعة البيضاء في ظل عدم الإنسجام بين حماده طلبة وصلاح سليمان بشكل كبير.
ورغم وجود مساحات شاسعة في دفاعات أورلاندو إلا أن التفكير التكتيكي لطولان اتسم بالرهبة الشديدة وعدم المجازفة وهو ما حرم الزمالك من التقدم بشكل كبير هجومياً واعتمد فقط على خطورة الجبهة اليمنى بانطلاقات شيكابالا وسمير وعمر جابر والتي كادت أن تشكل الخطورة على مرمى أورلاندو من هجمة منظمة بين شيكابالا وسمير إلا أن تمريرة الأخير خرجت لضربة ركنية ، وكاد أوبامونسا أن يفاجئ جنش بتسديدة صاروخية زاحفة مرت بجوار القائم وسدد دانكليت ضربة حرة فوق العارضة لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بين الفريقين.
وخلع عبد الشافي قلوب مشجعي الزمالك مع بداية الشوط الثاني بعد أن أخطأ في تقدير إحدى التمريرات العرضية لينطلق من خلفه مهاجم أورلاندو سيجوليلا ويمرر للهداف باسيلا إلا أن يقظة جنش حالت دون وصولها إليه ، وواصل عبد الشافي «التوهان» ليحرز سيجوليلا الهدف الثاني لأورلاندو في الدقيقة 52 مستغلاً مسلسل الأخطاء الدفاعية الساذجة للاعبي الزمالك.
طولان تدخل في الدقيقة 57 ودفع بعميد لاعبي العالم أحمد حسن على حساب الظهير الأيمن أحمد سمير البعيد عن مستواه ليعود عمر جابر لقيادة الجبهة اليمنى ، وفشل حسن في استغلال ضربة رأس من صلاح سليمان لتمر بدون متابع يحولها داخل شباك أورلاندو.
وحاول طولان تنشيط الهجوم الأبيض واللحاق بالمباراة بالدفع بالجناح الأيمن حازم إمام على حساب لاعب الوسط إسلام عوض إلا أن الزمالك عانى بشكل واضح من افتقاد الحماس وأيضاً غياب المهاجم الصريح ، وحرم الحارس سيرجيو ميا عبد الشافي من فرصة إنفراد وألغى الحكم التونسي سليم الجديدي هدف ثالث لأورلاندو لصالح باسيلا بداعي التسلل في الدقيقة 69.
وألقى طولان بآخر أوراقه بالدفع بالمهاجم الموهوب محمد إبراهيم على حساب عمر جابر ليعدل تشكيلته بالاعتماد على حازم إمام كظهير أيمن وأمامه شيكابالا ويشكل جبهة يسرى بوجود عبد الشافي وإبراهيم ويبقى عبد الملك كمهاجم.
وأطلق سيفوسو مياني مهاجم أورلاندو رصاصة الرحمة بهدف ثالث في الدقيقة 74 من خطأ لا يغتفر لعبد الشافي «التائه» ليسجل هدف تعزيز الفوز للفريق الجنوب أفريقي ، وتلقى الزمالك هدفاً رابعاً في الدقيقة 82 عن طريق دانكليت من ثغرة الجبهة اليسرى الواضحة والتي عجز طولان عن إيجاد حل لها.
لاعبو أورلاندو اكتفوا بالرباعية وتبادلوا التمريرات وسط استسلام من لاعبي الزمالك لينتهي اللقاء بهزيمة ساحقة للفريق الأبيض.
