بين الكويت ومصر من الروابط التاريخية والمعاصرة ، ما لا يمكن أن تنفصم عراه ، أو يتعرض للوهن والضعف ، بسبب تصريح عابر ، أو محاولة لإثارة الوقيعة والفتنة بين البلدين والشعبين الشقيقين .
وقد أحسن المسؤولون في عاصمتي الدولتين صنعا ، حين انبروا لتصحيح الصورة الناصعة التي ، أرادت البعض النيل منها وتشويهها ، مؤكدين أن العلاقات بينهما ستظل في أفضل وأروع صورها ، وهذا هو المنتظر والمأمول دوما بين الأشقاء ، كما كانت مبادرة السفير المصري لدى الكويت عبدالكريم سليمان بنفي ما نسبته احدى القنوات الفضائية المصرية من اقوال الى الرئيس المصري المستشار عدلي منصور بشأن دولة الكويت ، وإشادته في الوقت ذاته بسرعة مبادرة الكويت الى مساندة الشعب المصري احتراما وتقديرا لإرادته وتطلعاته المشروعة في المرحلة الحالية ، في محلها ووقتها تماما ، حتى لا يترك لأحد فرصة الصيد في الماء العكر ، خصوصا أن بعض الأطراف تنتهز أي فرصة للإساءة إلى علاقات مصر بأشقائها من دول مجلس التعاون الخليجي عموما ، وفي هذا الإطار أيضا فقد كان تأكيد السفير سليمان بأن الزيارة المرتقبة للرئيس منصور الى الكويت في موعدها ، وتأتي في سياق تدعيم العلاقات الثنائية التاريخية والوثيقة والمتجذرة بين البلدين الشقيقين.
إننا نتمنى ألا يخلط البعض بين رؤاهم السياسية ، وتأييدهم لطرف دون آخر من أطراف العملية في مصر ، وبين الموقف الكويتي الثابت من دعم الشعب المصري بكل السبل ، ومساندة تطلعاته المشروعة في تحقيق الانتقال السلمي إلى نظام ديمقراطي واستكمال مؤسساته الدستورية ، وهو الموقف الذي أعلنته الكويت بوضوح منذ ثورة 25 يناير ، ورفضت المساومة عليه أو التفريط فيه ، خلال كل المراحل التي مرت بها مصر ، على مدار السنوات الثلاث الماضية .