ليس مقبولا ولا معقولا بأي صورة من الصور ، ما يجري الآن في الساحة الرياضية الكويتية ، التي تشهد ملاعبها خلال الفترة الحالية مهازل لا يمكن السكوت عنها بحال ، خصوصا بعد أن فاحت رائحتها ووصلت إلى الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية العالمية ، وباتت الفيديوهات الملتقطة لمعارك اللاعبين الكويتيين وأندادهم ، أو مشاجراتهم العنيفة والدموية مع حكام المباريات هي الأكثر تداولا على مواقع يوتيوب وتويتر وفيسبوك !
ولم نكد نفرغ من أزمة الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة النصر والعربي في الدوري ، حين تعرض حكم المباراة للاعتداء عليه ، وقام هو بدوره بالاعتداء على لاعبي النصر وطرد نصفهم من الملعب ، حتى فوجئنا بناشئي العربي والنصر أيضا يقتفون خطى الكبار ، وتشهد مباراتهم شغبا لا يمكن تبريره أو تفسيره ، وليته شغب من ذلك الذي تشهده بعض ملاعب العالم أحيانا ، وإنما انتهى الأمر بكارثة جديدة أفضت إلى نقل خمسة لاعبين إلى المستشفى لتلقي العلاج .
إننا أمام وضع لا نجد له وصفا إلا بأنه كارثي ، فالرياضة التي ينبغي أن تكون جسرا لنشر السلام والمودة والإخاء ، ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد ، بل أيضا بين كل شعوب العالم ، تتحول في ملاعبنا إلى ساحات قتال ، وميادين للبغض والكراهية .. الأعجب من كل ذلك أننا لم نجد حتى الآن أي رد فعل رسمي أو حتى نيابي على ما يجري وكأنه أمر عادي وطبيعي ، وهذا ما يضاعف الأسف والأسى !