بصوت عال وبروح المسؤولية وبـ «ثقة كبيرة» أعلن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك انه لا يخشى النقد، بل يطالب به.
ويأتي هذا الكلام رداً مباشراً على النقد البناء وليس على حملات التشهير الغارقة بالشخصانية.
فالنقد مباح في الكويت التي تؤمن بالديمقراطية وبالرأي والرأي الآخر إيمانا مطلقا، بل ان الرئيس المبارك يدعو الى النقد باعتباره كما قال السبيل الوحيد لتقديم المسيرة نحو الانجاز والعمل، ولا يهتم بمن يريد أن يعكر صفوها.
فالمرحلة الحالية تتطلب الانجاز، ولا يلتفت احد الى العابثين بمختلف اشكالهم والوانهم وطرقهم واساليبهم.
ومن اجل تحقيق رؤية صاحب السمو في الاهتمام بالمواطن وبالتعجيل في مشاريع التنمية التي تعود بالنفع على المصلحة العامة، تأتي خطوات المحاسبة لتنهي حالة «الجمود» و «الركود» التي أدت إلى شلل المشاريع، كما أعلن رئيس مجلس الوزراء بانه لا تهاون في محاسبة من يعرقل مشاريع الدولة، فإن الوضع تغير الآن واصبحت المحاسبة قائمة.
فمن اجل النهوض بالبلد والسعي نحو ترجمة مفاهيم النهج الاصلاحي الشامل، لابد من وضع آلية لمحاسبة المقصرين في أداء الواجب ومعرقلي المشاريع الكبرى الذين يحاولون تحقيق «منافع محددة» على حساب المال العام ومصلحة الوطن، من خلال استمرارهم في الضغوطات للايقاف والعرقلة أو التأجيل لاسباب غير منطقية، فالمشاريع المهمة تشكل نقلة نوعية في مسيرة التنمية.
فالنقلة النوعية بتحقيق التنمية لا تتحقق بالاماني والتطلعات وبالشعارات، بل تحتاج الى خطوات جادة وسريعة وفعالة ومتابعة العمل على ارض الواقع للوقوف على اسباب الخلل ونقاط التقصير.
فلا يجوز على الاطلاق ان تدخل المشاريع الكبرى في «لعبة المصالح» وفي دائرة التنفيع، لأنها تتعلق بمستقبل دولة وبخطة تنموية شاملة، لذلك اولى الخطوات للبدء بالتنفيذ تنطلق في مكافحة الفساد، اضافة الى متابعة المشاريع القائمة ليتم تنفيذها على اكمل وجه. حان الوقت للاصلاح الشامل وتحديد ما يخدم المواطنين والوطن وانهاء حقبة تبادل المنافع بما ينسجم مع الثوابت الوطنية ومع روح الدستور والقانون حتى تتحقق المنفعة العامة وتسود مبادئ العدالة والمساواة بين الجميع دون استثناء.
ان السكوت عن التجاوزات والمخالفات والتعديات بأنواعها واشكالها امر مرفوض وغير مقبول، لذلك فان الشعب يؤيد اي اجراء اصلاحي يتم وفق تلك المبادئ ويؤيد اي خطوة للمحاسبة الصحيحة التي لا تستثني احدا، حتى تنطلق عجلة التنمية على طريق الانجازات المنشودة.
لا وقت للتراجع ولا وقت للمجاملات على حساب المصلحة العامة والمال العام، وهذا ما يزعج البعض الذي يريد أن يستمر بـ «العبث» وبـ «الحملات الهجومية والانتقامية».