من فضل الله على الكويت أنها ظلت متمسكة بالمبادئ والقيم العربية والإسلامية الرافضة لأي لون من ألوان التطبيع مع الكيان الصهيوني .. وبالطبع فأن أحدا لا ينسى أنه في هذه الديرة العزيزة نشأت وانطلقت لجان وهيئات قوية لمقاومة التطبيع ، وإدانة أي محاولات تصدر عن أي جهة خليجية أو عربية للتعامل السياسي أو التجاري أو الثقافي مع تلك الدولة .
ولذلك فقد وقع على قلوبنا بردا وسلاما ، ما أعلنته وزارة الكهرباء والماء عن عدم مشاركتها في مؤتمر الطاقة المتجددة في دبي ، بعد علمها بمشاركة وفد اسرائيلي فيه ، وتأكيدها أن قرارها هذا «يعود الى موقف الكويت من مقاطعة الكيان الصهيوني بجميع الاشكال» ، تماما كما سرنا تأكيد مماثل من اتحاد الجمعيات التعاونية الذي نفى تماما وجود أي بضائع إسرائيلية في الأسواق التعاونية ، وقوله القاطع في بيان له أمس : إن ذلك «خط أحمر لا يمكن القبول به» ، وإيضاحه أن البطاطا التي تباع في الجمعيات التعاونية ، والتي ثار حولها اللغط ، للاشتباه في أن تكون منتجا إسرائيليا ، هي في الحقيقة قادمة من الأردن .
هذا الموقف الثابت والراسخ «يرفع الرأس»، ويزيدنا اقتناعا بأننا بحمد الله على الطريق الصحيح ، وأننا لن نحيد عنه أبدا ، التزاما بثوابت ديننا وأمتنا ، وإسهاما منا في كل أشكال «الجهاد» ضد عدو يحاول استئصال شأفتنا ، وتدمير هويتنا ، ولا بد من التصدي له ولكل مخططاته ومؤامراته الخبيثة .