واشنطن - «كونا»: أكد نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز ان علاقة الشراكة الامريكية الخليجية «أساسية وقوية» خلال هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة تغيرات وغموضا مشيرا الى الدور الخليجي القيادي الانساني في الازمة السورية.
وأقر بيرنز في الوقت ذاته خلال حلقة نقاشية في مركز الدراسات العالمية والاستراتيجية بوجود اختلافات بين الاصدقاء حول تأثير هذه التغيرات وكيفية الاستجابة لها مشددا على أهمية تحديد ومعالجة هذه «الشكوك والمخاوف بكل صراحة ووضوح».
ولفت الى وجود تحفظات لدى بعض دول الخليج العربي حول «دبلوماسية الولايات المتحدة مع ايران والازمة في سوريا» معتبرا انه لا توجد اجابات بسيطة لهذه المخاوف وحلول نظيفة أو جديدة لمواجهة هذه التحديات.
وأكد بيرنز بقاء منطقة الخليج أساسية ورئيسية للمصالح الامريكية الوطنية مشددا على ان علاقة الشراكة مع بلاده في الوقت ذاته تعد رئيسية للمصالح الوطنية لدول الخليج.
وقال «اننا في الوقت الذي نستمر في تعزيز العلاقة الثنائية الامنية فاننا نسعى ايضا الى بناء هيكل امني اقليمي اكثر قدرة وموحد وفعال لمواجهة التهديدات الصاعدة» مؤكدا ان وجود «شركاء خليجيين ومجلس خليجي أكثر قدرة يعد أساسيا لمواجهة العديد من التحديات التي تقف أمامنا في الخليج».
وأكد ضرورة العمل معا من اجل استراتيجية موحدة لمكافحة أعمال العنف والتطرف وتأمين الحدود الوطنية ومكافحة تمويل الارهاب وحماية المنشآت الحيوية من الهجمات التقليدية والالكترونية اضافة الى منع حصول الانظمة الدكتاتورية وممثليها الاخطر في العالم على الاسلحة الاكثر خطورة في العالم. واشار الى الدور القيادي الحقيقي والفعال الذي لعبته دول مجلس التعاون بشأن زيادة الوعي ازاء الازمة والتراجيديا الانسانية في الازمة السورية.
وقال ان الكويت استضافت تحت قيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مؤتمرين للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ما مكنها من جمع تبرعات بقيمة اربعة مليارات دولار. واعتبر بيرنز ان دول مجلس التعاون تعد قوة اقليمية متصاعدة ومركزا ديناميكيا للاعمال التجارية ومساعدا قويا في تشكيل وجهة النظر بوسائل الاعلام والثقافة في العالم الاسلامي وقوة بتشكيل السياسة الاقليمية.
واوضح ان دول المجلس باستطاعتها المساهمة الفعالة في اخراج الاقليم من الصراع الى مستقبل اكثر استقرارا لافتا الى ان دول مجلس التعاون والولايات المتحدة على الرغم من بعد المسافة عليهما بناء اجندة مشتركة للمساعدة في تشكيل مستقبل مشترك.
واعتبر المسؤول الامريكي ان الازمة السورية أكثر الازمات والصراعات خطورة والاكثر عنفا ودموية بين الصراعات الحالية في العالم.
وقال ان تأثيرات استمرار الحرب الاهلية في سوريا هي أكثر خطورة على الشعب السوري والمنطقة مشيرا الى انه لن يكون هناك استقرار او حل للازمة دون وجود سلطة انتقالية تحت قيادة جديدة في سوريا.
وأضاف ان تصاعد تهديد التطرف في سوريا تترتب عليه مخاطر كبيرة على المنطقة ككل وعلى الدول المجاورة لها التي بالفعل تواجه العديد من التحديات والضغوطات.
وقال بيرنز انه «في الوقت الذي نسعى الى حل دبلوماسي في سوريا علينا الاستمرار في تنسيق الجهود المبذولة في دعم الدول الاكثر تضررا من الازمة السورية مثل لبنان والاردن».
وعن ايران اكد بيرنز ان «مخاوفنا من ايران تنبع من القضية النووية ومواقف طهران الخطيرة التي تهدد مصالحنا ومصالح اصدقائنا في المنطقة فضلا عن تهديدها لحقوق المواطن الايراني الانسانية» مؤكدا استمرار بقاء ايران تحت المراقبة رغم استخدام الاسلوب الدبلوماسي مع ايران.