المدينة المنورة – القاهرة- «كونا»: أكد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أمس أن اختيار الكويت ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ45 محل اعتزاز القيادة السياسية في الكويت ويعتبر تكريما مصريا عربيا ثقافيا كبيرا للكويت.
جاء ذلك في تصريح خاص ادلى به الشيخ سلمان الحمود لـ «كونا» اثر وصوله العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في افتتاح الدورة 45 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر ان تبدأ اعمالها اليوم.
وقال أن اختيار الكويت لتكون ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية هو «محل اعتزاز» القيادة السياسية في الكويت وعلى رأسها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله وسمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء.
واعرب الوزير الحمود وهو رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن خالص الشكر والتقدير لوزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب ورئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور احمد مجاهد على اختيارهم دولة الكويت وتشريفهم لها بأن تكون ضيف شرف لمعرض القاهرة للكتاب.
وقال ان معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي انطلق بدورته الأولى عام 1969 يعد أحد أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط ويقدم الوجه الاكثر اشراقا للثقافة العربية.
واعتبر في هذا الصدد ان «احتفال المعرض بدورته الحالية وسط ظرف سياسي واجتماعي خاص جدا تعيشه مصر العروبة يعبر خير تعبير عن دور المفكر والمثقف في أن يكون في اللب من الحدث الراهن وأن يلعب دورا مؤثرا في صناعة وكتابة تاريخ أمته».
واوضح الشيخ سلمان الحمود ان مشاركة دولة الكويت في المعرض ستستمر أسبوعين بدءا من افتتاحه حتى الأول من شهر فبراير المقبل مشددا على ان هذه المشاركة ستضيء محطات كثيرة في مسيرة العلاقات المصرية - الكويتية.
وقال ان المشاركة الكويتية ستتضمن معرضا للصور واخر لاصدارات وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اضافة الى عرض لأوبريت أعد خصيصا لهذه المناسبة.
واضاف ان المشاركة تتضمن كذلك أمسيات غنائية للفلكلور الكويتي لفرقة التلفزيون والعديد من الندوات والمحاضرات لكوكبة من المفكرين والكتاب والمثقفين الكويتيين موضحا أن من بين هؤلاء الروائي اسماعيل فهد اسماعيل والأستاذ بدر الحميضي والدكتور غانم الرميحي والأديبة ليلى العثمان والروائي طالب الرفاعي والدكتور عبدالمالك التميمي والدكتور على العنزي والشعراء على الفيلكاوي وسالم الرميضي وعلى مساعد.
واشاد الوزير الحمود بتاريخ العلاقة الكويتية - المصرية مستذكرا في هذا السياق وصول أول دفعة من الطلبة الكويتيين الى القاهرة عام 1939 وتأسيس مجلة «البعثة» عن بيت الكويت في القاهرة عام 1946 واطلاق مجلة «العربي» عام 1958 ليرأس تحريرها الدكتور أحمد زكي.
واعاد الى الاذهان قيام الفنان زكي طليمات بتأسيس أول فرقة مسرح أهلية في الكويت هي «فرقة المسرح العربي» في العام 1961 كما شارك الاستاذ فؤاد زكريا في تأسيس مجلة «عالم المعرفة» في العام 1979 .
وقال ان الوصل المصري الكويتي الثقافي والفني طويل وزاخر بالعديد من المحطات المضيئة معتبرا ان وجود الكويت ومشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب ما هو الا محطة ثقافية وفنية جديدة تؤكد عمق الروابط وتسعى الى المزيد من التلاقح الفكري والثقافي والفني وبما يعود بالفائدة والخير على البلدين.
واكد الشيخ سلمان الحمود ان وجود دولة الكويت ضيف شرف للمعرض ينطوي على معنى جوهري وهو ايمانها بالدور الكبير والمحوري الذي قامت وتقوم به مصر العروبة في وجدان كل عربي.
وقال ان الشقيقة مصر كانت وستبقى قلب العروبة النابض ومركز الفكر وتنوير الثقافة والفن الذي تتعلق به كل أنظار جميع الشعوب العربية.
وكان في استقبال الشيخ سلمان الحمود كل من وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب وسفير دولة الكويت لدى القاهرة سالم الزمانان وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الاعلام الكويتية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب.
وكان اعرب وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أمس عن الامل بان يخرج المؤتمر الاسلامي لوزراء الثقافة بتوصيات تعزز مسيرة العمل الثقافي العربي والإسلامي المشترك.
واوضح الحمود في كلمة امام المشاركين في المؤتمر الاسلامي الثامن لوزراء الثقافة ان ما تمر به المنطقة العربية والعالم من اقصاه الى اقصاه لهو منعطف خطير سياسيا وعسكريا واجتماعيا وفكريا وثقافيا مؤكدا الحاجة اكثر من أي وقت مضى لوقفة جادة وصادقة مع النفس للوصول الى انجح السبل لإرساء مبادئ الحق والعدالة والكرامة للانسان ونشر ثقافة الحوار والتواصل مع الاخر.
وقال ان تصدي المملكة العربية السعودية لمشروع فكري وثقافي انساني لافت بإصدار «وثيقة الحقوق الثقافية في العالم الاسلامي» يأتي ملبيا للحاجة الاسلامية الملحة والهامة في صلب التوجه العالمي الذي يعيش زمن القرية الكونية والفضاء المفتوح ومحركات البحث داخل الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف «ان هذه الوثيقة التي جاءت متسقة مع «اعلان القاهرة لحقوق الانسان في السلام 1990» ومع «الاعلان الاسلامي حول التنوع الثقافي 2004» وكذلك مع «الميثاق العربي لحقوق الانسان المعدل 2004» وأخيرا «استراتيجية العمل الثقافي الاسلامي خارج العالم الاسلامي 2010» ستقدم للعالم وجها مشرقا للدين الاسلامي الحنيف وعلاقته بالإنسان وتبعد عنه التهم التي الصقت به وهو منها براء.
واكد الشيخ سلمان الحمود مباركة دولة الكويت لهذا المشروع مشددا على انها تضع كامل امكاناتها الفكرية والثقافية لخدمته عبر كل الوسائل الممكنة لديها ما دامت الغاية السامية لهذا المشروع تتمثل في خدمة الاسلام والمسلمين والحوار والسلام.
واشار الى ان الكويت تدرك اهمية صياغة «وثيقة الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي» لما تحتويه من فهم انساني منفتح يواكب روح العصر المتطور لحقوق الانسان الثقافية كجزء لا يتجزأ من باقي حقوقه المدنية كما جاءت في «وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان».
ودعا وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي المشاركين في المؤتمر الى اعتماد «وثيقة الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي» مقترحا اسناد مهمة الصياغة النهائية لمشروع الوثيقة الى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» لما تملكه من خبرات متراكمة.
وابدى الشيخ سلمان الحمود استعداد دولة الكويت لتقديم المساعدة الممكنة بأي جهد وفقا لرؤية المملكة العربية السعودية والمنظمة لاعتماد الصيغة النهائية للوثيقة تمهيدا لجعلها وثيقة عالمية معترفا بها في الهيئات والمنظمات الدولية الرسمية ذات الاختصاص وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو».
واكد وقوف دولة الكويت الجاد المخلص الى جانب الايسيسكو في تنفيذها للاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي وكذلك تنفيذ «استراتيجية العمل الثقافي الاسلامي خارج العالم الاسلامي».
وثمن وزير الاعلام الكويتي جهود المنظمة في اعلاء الثقافة العربية وتقديم الوجه المشرق للفكر والثقافة العربية في المحافل الدولية معربا عن تقديره لجهود مديرها العام الدكتور عبدالعزيز التويجري وللمملكة ممثلة في وزارة الثقافة والاعلام السعودية لاستضافة المؤتمر.
وتقدم الشيخ سلمان الحمود باسمى ايات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الامين الامير سلمان بن عبدالعزيز لما تتلقاه المنظمة من دعم ورعاية ولما حظي به المؤتمر من حسن الضيافة والتنظيم والاعداد الجيد.
يذكر ان المؤتمر الذي يستمر حتى يوم الجمعة المقبل يناقش ثلاثة مشاريع ثقافية هي «مشروع الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.. المنجزات والآفاق المستقبلية» و «الخطوط العريضة لوثيقة الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي.. الواقع وسبل التطوير» و«مشروع الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية».
ويتضمن جدول الأعمال انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي وانتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي وتعيين مكان انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر وزمانها.
وغادر الحمود المدينة المنورة الليلة قبل الماضية بعد مشاركته في افتتاح اجتماعات المؤتمر الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي.
وكان في مقدمة مودعيه وكيل وزارة الاعلام والثقافة للعلاقات الثقافية الدولية في السعودية عبدالعزيز الملحم والقائم باعمال القنصلية الكويتية بجدة عبدالرحمن الشامي وعدد من المسؤولين.
وقد شارك الشيخ سلمان الحمود خلال زيارته في افتتاح معرض المدينة المنورة للكتاب الذي يحتضن دور نشر محلية وخارجية ضمن النشاطات الختامية للاحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013 وذلك بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة في رحاب المدينة المنورة.
وتوجه وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي والوفد المرافق له الى جمهورية مصر العربية للمشاركة في افتتاح فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب وتتزامن مع اختيار دولة الكويت ضيف شرف في ذلك المعرض تقديرا لدورها في دعم الثقافة والانتاج الفكري والعلمي خليجيا وعربيا وعالميا.
وضم الوفد المرافق للشيخ سلمان الحمود في زيارته الى المدينة المنورة مدير ادارة العلاقات العامة شامخ الرشيدي ومدير ادارة شؤون المجالس بمكتب الوزير اسامة المخيال والمستشار الثقافي لوزير الاعلام طالب الرفاعي ومن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عضوي مجلس الادارة بدر البعيجان والدكتور عبدالله الغيث والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون الدكتور بدر الدويش ومسؤول المكتب الثقافي منير العتيبي.
