أشارت مدير إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة الدكتورة عبير البحوه إلى أن الكويت تحتل المرتبة الثانية على مستوي العالم في انتشار السمنة بعد الولايات المتحدة، حيث إن معدلات السمنة تزيد في الكويت بشكل يدعو للقلق إذ إن 48 في المئة من النساء يعانون من السمنة مقابل 36.6 من الرجال، وما يقارب من 52.5 من السيدات تعانين من فرط في الوزن.
وقالت خلال افتتاح المؤتمر الصحافي للإعلان عن بدء فعاليات الحملة التوعوية الثانية لمحاربة السمنة التي تستمر حتى 7 من فبراير الجاري، بالأمس في فندق كوستا ديل سول أن تقرير منظمة الصحة العالمية يفيد بأن هناك شخص بالغ مصاب بالسمنة بين كل 6 أشخاص، حيث إن معدلات السمنة تضاعفت منذ 1980 لتصيب 10 في المئة من سكان العالم، ولا يقتصر على البالغين بل شمل الأطفال فهناك 40 مليون طفل مصاب بالسمنة على مستوى العالم في 2011، ومنهم 30 مليون من الدول النامية الفقيرة .
وأضافت البحوه إن وزارة الصحة تدرك مدى خطورة مرض السمنة وتأثيره المباشر على صحة الفرد، لذا قامت الوزارة بالتعاون مع الوزارات الأخرى ودول الخليج بتدشين العديد من الخطط لمواجهة هذه المشكلة ، وكذلك التوعية المجتمعية بخطورة السمنة وتوضيح طرق الوقاية والعلاج من مرض السمنة .
وبينت البحوه إن فرط الوزن والسمنة هو السبب الخامس للوفيات على مستوى العالم إذ تسبب 2.8 مليون حالة وفاة بين البالغين كل عام، وتعد من أحد العوامل الخطرة الرئيسية لانتشار الأمراض المزمنة غير المعدية . ولفتت إلى أن السبب الأساسي الكامن وراء السمنة وفرط الوزن اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تستهلك من جهة وبين السعرات التي يفقدها الجسم من جهة أخرى، وذلك بسبب تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات ونسبة قليلة من الفيتامينات مع قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة .
ومن جانبه قال مدير العلاقات العامة في بنك بوبيان قتيبة صالح البسام أن البنك اختار موضوع سمنة الأطفال باعتبارها غاية في الأهمية وهو البداية للكثير من الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان في الكبر، حيث إن جميع الأنشطة والفعاليات التي نظمها البنك في الفترة الأخيرة تهدف إلى رفع الوعي بضرورة تجنب العديد من أمراض العصر المعروفة كالضغط والسكر والسمنة .
وأضاف أن مشاركة البنك في الحملة ستشهد العديد من الفعاليات من بينها وجود أخصائيين معروفين في جناح البنك يوميا لتقديم النصائح للجمهور، خاصة الأمهات حول أفضل الطرق للحفاظ على صحة أبنائهم، بالإضافة إلى إجراء مسابقة للمشي بين الاطفال.
وقال ان البنك يسعى دائما للمشاركة في مثل هذه الفعاليات ، التزاما بدوره المجتمعي وضمن برنامج البنك الكامل والمتواصل الذي ينفذه خلال السنة ، مبينا أن البنك سيقدم خلال الحملة عدة فعاليات ، منها تقديم استشارات صحية تقدمها أخصائيات تغذية ، وجزء رياضي يعلم الأطفال الحركة وبعض التمارين الرياضية البسيطة التي من شأنها تغيير حياتهم ، إضافة إلى تقديم هدايا وجوائز لكل المشاركين في الفعالية . ومن جانبه قال رئيس الحملة التوعوية الثانية لمكافحة السمنة أحمد الإبراهيم أن فعاليات الحملة التوعوية تستمر حتى 7 فبراير الجاري حيث سيصاحب الحملة معرض صحي في مجمع 360 لمدة ثلاثة أيام من يوم 5 فبراير وحتى 7 من فبراير حيث إن الحملة تهدف إلى التواصل مع أفراد المجتمع وتعريفهم بمخاطر السمنة وكيفية الوقاية وسبل العلاج.
بدورها أكدت الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للمختبرات د.خديجة نضر، أن الشركة حرصت على المشاركة في الحملة هذا العام ، خاصة بعدما كانت مشاركتها في العام الماضي مثمرة جدا ، مشيرة إلى أن محاربة السمنة تحتاج إلى جهود كثيرة وتكاتف الجميع ، مضيفة: «مشاركتنا في الحملة ستكون للتأكيد على أهمية التحاليل الطبية قبل الدخول في أي برنامج لمحاربة السمنة ، لأن من الممكن أن يكون الشخص مصاب مثلا بخمول في الغدة الدرقية ، الكوليسترول ، الضغط ، السكر ، لذلك فهناك أهمية قصوى لعمل التحاليل الطبية قبل البدء في أي برنامج لمحاربة السمنة .
وشدد رئيس فريق التوعية عن مرض السلياك في مركز العمل التطوعي سعاد الفريح ، على أن الصحة منظومة يشترك فيها الجميع من مؤسسات حكومية وخاصة ومجتمع ، مبينو أن مركز العمل التطوعي عندما أنشئ في 2010 ، كان الدافع هو التوعية عن مرض السلياك ، خاصة بعدما خرجت إحصائية منذ عامين تقول أن من 30 في المئة إلى 40 في المئة من مرضى السكر سبب إصابتهم به هو مرض السيلياك ، قائلة : وبالتالي النسبة مخيفة جدا ، والمشكلة أن مرض السيلياك يتم تشخصيصه في الدول العربية وليس الكويت فقط ، باعتباره مرض نادر .
وأكدت أن المركز حقق نجاحا كبيرا منذ افتتاحه للتوعية بالمرض ، حيث كان في عام 2010 عدد المرضى المسجلين في وزارة الصحة 120 مريضا بالسيلياك ، ثم وصل الأن إلى 7 ألاف مريضا بعد التوعية ، لأن المرضى لم يكونوا يعلمون بأنهم مصابون بهذا المرض ، مشيرة إلى أن مشاركتهم في الحملة ستكون من خلال عدة أنشطة ، مثل توزيع بروشورات توعوية ، مسرحية توعوية للأطفال ، فيديو توعوي ، مسابقة توعوية ، إضافة إلى التوعية بالعلاقة بين السمنة والسيلياك ، خاصة أن نسبة الإصابة بالسمنة في الكويت مخيفة ، وتتطلب التحرك بأقصى ما نملك .
من جانبها قالت خبيرة التغذية بـ «إنترناشيونال كلينك» ليليان زهر: «أنه وفقا لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، فإن نسبة السمنة المفرطة في الكويت تخطت 40 في المئة ، وللأسف المراهقين أصبحوا يحتلون المرتبة الأولى في معدل انتشار السمنة في الوطن العربي.
وبينت أن من أهم عوامل انتشار السمنة ، العادات السيئة المنتشرة في المجتمع ، ونمط الحياة الخالي من الرياضة والنشاط البدني ، والمطاعم المنتشرة بشكل كبير ، لافته إلي أنه وفقا لأخر الإحصائيات تبين أن هناك 5 ألاف مطعم في الكويت بمعدل 3 أفراد لكل مطعم ، في حين أن في أمريكا بمعدل 6 أفراد لكل مطعم.
وأضافت: «أردنا أن نشارك في حملة هذا العام ، لكي يكون لنا دور توعوي ، وسنقوم بتوزيع بروشورات وتقديم استشارات طبية تساهم في محاربة السمنة ، وجزء من رسالتنا الصحية ، سيكون التركيز على السمنة وتحذير الجمهور منها والمشاكل الصحية والمضاعفات التي تؤدي إليها ، مثل أمراض القلب والسكر من النوع الثاني الذي أصبحت الكويت تحتل المرتبة الأولى في معدل انتشاره بالوطن العربي».