أخيرا حسم مجلس الأمة قضية أرقت الكويتيين كثيرا ، وأقضت مضاجعهم بالفعل سنوات طويلة ، عندما أقر أمس قانون تخصيص الخطوط الجوية الكويتية في مداولته الثانية ، وأنهى جدلا طال أكثر مما ينبغي حول هذا الموضوع ، وأحال القانون إلى الحكومة ، لتبدأ بدورها خطوات التنفيذ الفعلي ، وتضع حدا لذلك «الكابوس» الذي لازمنا طوال تلك المدة ، ونحن نرقب الناقل الوطني ، وتنقبض قلوبنا على ما أصابه من تراجع وتدهور ، لا يليقان بسمعته وسمعة بلد كان يوما مضرب الأمثال في نهضته وتنميته وتحضره .
الآن يحق لنا أن نطالب الحكومة ، وقد أصبح لديها قانون يتيح لها العمل والإنجاز ، بأن تبدأ خطوات إصلاح «الكويتية» على الفور ، وألا تستسلم للتسويف والمماطلة ، كما يحدث في أحوال كثيرة ، وأن تقول للمواطنين ما الذي تنوي عمله خلال الفترة المقبلة ، لكي تداخل إليهم الطمأنينة على مؤسستهم الوطنية ، بعد خصخصتها .
إن إقرار هذا القانون المهم لابد أن يشكل مرحلة فاصلة في إعادة الاعتبار إلى «الطائر الأرزق» ، وإيصاله إلى المستوى الذي كنا ولا نزال نحلم به ، وعلى المسؤولين المعنيين أن يدركوا أنه رغم كثرة شركات الطيران في السنوات الأخيرة ، فإنه يظل السفر على طائرات الناقل الوطني هو الأقرب لقلوبنا .. وعقولنا أيضا !