بروكسل - «كونا»: عقد مجلس التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق امس الاول أول اجتماع له حيث أكد كلا الطرفين التزامهما بمواصلة تعزيز العلاقات بينهما.
وافتتحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الاجتماع الذي شارك فيه وفد عراقي ترأسه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
وذكر الاتحاد الاوروبي في بيان أن الاجتماع تناول تقييم التقدم المحرز في تنفيذ الشراكة بين الجانبين واتفاق التعاون المطبق حاليا بصفة مؤقتة فضلا عن مناقشة المجالات المحتملة للتعاون في المستقبل.
والتقت أشتون بوزير الخارجية العراقي على هامش الاجتماع حيث تبادلت معه وجهات النظر بشأن جملة واسعة من القضايا السياسية المحلية والإقليمية.
وقالت بعد اللقاء ان «الاتحاد الأوروبي يبذل كل ما في وسعه لدعم رئيس الوزراء «العراقي نوري» المالكي وحكومته في جهودهما الرامية لمواجهة التحديات الأمنية والإرهاب لاسيما في غرب العراق».
وأضافت «إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني في المناطق المتضررة من أحداث القتال الأخيرة وأنه من المهم أن تتخذ كل الاجراءات الممكنة لحماية المدنيين من العنف».
وأعربت أشتون عن قلق الاتحاد الأوروبي إزاء تنفيذ عقوبة الاعدام بحق 40 شخصا في العراق الاحد الماضي مؤكدة موقف الاتحاد الثابت ضد عقوبة الإعدام.
وأوضحت أن «عدم الاستقرار الإقليمي والصراع في سوريا ساهما في زيادة التوتر داخل العراق ما يجعله مطالبا بمعالجة الأسباب الجذرية للعنف من خلال عملية سياسية شاملة».
واشارت في هذا الصدد الى ان «الانتخابات العامة في ابريل المقبل ستكون اختبارا حاسما لديمقراطية العراق» معربة عن أملها في أن يستغل الزعماء السياسيون في العراق هذه الفرصة لتعزيز الحوار والتوافق بينهم.
وعلي صعيد منفصل قال قائد ميليشيا شيعي اعتقل في العراق بعد ان اطلقت جماعته قذائف مورتر على المملكة العربية السعودية ان زعماء الكتلة السياسية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيقتلون اذا لم يتم اطلاق سراحه خلال أربع وعشرين ساعة.
وقال واثق البطاط الذي تحدث الى رويترز من هاتف محمول ذكر ان أحد حراس السجن المتعاطفين معه وفره له انه محتجز دون توجيه الاتهام له في حبس انفرادي وان الزنزانة صغيرة وباردة ولم يسمح له بالاتصال بمحاميه أو أسرته.
واحتجز البطاط في بغداد في الثاني من يناير بعد ستة اسابيع من اطلاق جيش المختار الذي يقوده ست قذائف مورتر من جنوب العراق على صحراء السعودية دون وقوع ضحايا.
وكان قد صرح لرويترز في ذلك الوقت ان الهجوم تحذير للسعودية حتى تتوقف عن التدخل في شؤون العراق.
وخلال الاتصال الذي أجراه من زنزانته مساء الاثنين قال البطاط ان جيش المختار الذي يقوده سيبدأ في اغتيال اعضاء ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي الذين يخوضون انتخابات ابريل ما لم يتم اطلاق سراحه.
وقال ان جيش المختار يمهلهم 24 ساعة ولو لم يطلق سراحه فسيتعرض كل مرشحي ائتلاف دولة العراق للقتل واحدا تلو الاخر كما ستستهدف منازلهم ومقارهم.
وذكر أيضا ان اعضاء ائتلاف دولة القانون المشاركين في الحكومة هم أيضا ضمن القائمة التي يستهدفها.
وقال البطاط وصوته معروف لرويترز انه يخفي هويته عن مسلحين سنة محتجزين معه في نفس السجن الذي طلب عدم الكشف عن موقعه. وقال «لست ارهابيا» وانه لا يوجد عداء بينه وبين الدولة ومؤسساتها وأوضح انه لن يستهدف الشرطة او الجيش.
وقال إن هدفه هو القاعدة و»الدولة التكفيرية» التي تصدر الارهاب الى الدول المجاورة في اشارة الى السعودية. وفي أحيان يلجأ معارضو السنة المتشددين الى استخدام وصف التكفيريين في الحديث عنهم لانهم يكفرون آخرين ومن بينهم الشيعة.
واتهم البطاط السلطات العراقية باحتجازه حتى تحقق توازنا طائفيا بعد ان اعتقلت النائب السني أحمد العلواني في مدينة الرمادي يوم 28 ديسمبر في غارة قتل فيها شقيق العلواني وعدد من الحراس الشخصيين.
ويتصدى المالكي للتشدد الشيعي والسني منذ تسلمه السلطة عام 2006 على رأس حكومة يقودها الشيعة.