بيروت – «وكالات»: قالت مصادر أمنية إن أربعة أشخاص قتلوا في تفجير انتحاري امس بمنطقة سكنية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت وهي معقل لحزب الله.
وقالت مراسلة لرويترز انها شاهدت أشلاء جثة يبدو انها للمهاجم الانتحاري في موقع الانفجار بينما كان عمال الطواريء ينقلون الجرحى من المنطقة التي شهدت تفجيرا مماثلا في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأوضحت لقطات بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله النيران تتصاعد من مبنى وسحابة دخان تخيم على الشارع قرب حطام سيارات محترقة وحشود تقف في مكان الانفجار.
ولم يتضح على الفور ماذا كان يستهدف التفجير. ووقع الانفجار في شارع مزدحم مليء بالمحال والمطاعم الصغيرة في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية وغالبية سكانها من الشيعة.
وأثرت التوترات الناجمة عن الصراع في سوريا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات على لبنان بشكل متزايد الذي لا يزال يتعافى من حرب أهلية استمرت من عام 1975 الى عام 1990 ويعيش دون حكومة تعمل بشكل كامل منذ مارس.
وأرسل حزب الله الشيعي مقاتلين ومستشارين لمساعدة حليفه الرئيس السوري بشار الاسد في حربه ضد مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من السنة.
وتعرضت معاقل حزب الله منذ ذلك الوقت الى هجمات صاروخية وبالقنابل أعلن المسؤولية عنها متشددون من السنة.
وقالت مصادر امنية لرويترز ان أربعة اشخاص على الاقل قتلوا في هجوم يوم الثلاثاء كما أصيب 20 شخصا على الاقل.
وشهدت منطقة حارة حريك هجوما بسيارة ملغومة في وقت سابق من الشهر الحالي مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وقتل يوم الجمعة الماضي سبعة اشخاص في بلدة عرسال الحدودية بنيران صاروخية آتية من سوريا ويوم الخميس قتل مفجر انتحاري في سيارة ملغومة ثلاثة اشخاص في الهرمل معقل حزب الله على حدود سوريا. من جانبه دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي جميع الاطراف السياسية في بلاده الى «التلاقي على طاولة واحدة» في أعقاب الانفجار. وقال ميقاتي في تصريح صحافي انه «لم تكد منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت تلملم جراحها من التفجير الارهابي الذي وقع فيها قبل فترة قصيرة حتى استهدفت بتفجير ارهابي جديد اوقع شهداء وجرحى».
واضاف ان «الكلمات تعجز عن وصف الالم الذي نشعر به جراء المشاهد المؤلمة التي كشفت عنها الجريمة البشعة» داعيا جميع الاطراف الى التعاون من أجل «النهوض من المحنة» التي تشهدها بلاده.
كما دعا ميقاتي الى اجتماع طارئ للجنة الوطنية لادارة الكوارث والازمات في مقر الحكومة.
وعلي صعيد غير بعيد نفذ الجيش اللبناني في منطقتي الاشتباكات المسلحة في مدينة طرابلس شمالي لبنان امس انتشارا مكثفا لمنع تجدد القتال وسط هدوء حذر يسيطر على كافة المحاور.
وذكرت التقارير الامنية الواردة من الشمال والتي تناقلتها وسائل الاعلام الرسمية والخاصة ان الهدوء الحذر يسيطر على مختلف محاور القتال في طرابلس وسط انتشار كثيف نفذته وحدات الجيش منذ صباح الامس في المنطقتين بدءا من مستديرة الملولة مرورا بشارع سوريا الحد الفاصل بين «جبل محسن» و»باب التبانة» في المدينة.
واشارت الى ان وحدات الجيش سيرت دوريات مؤللة وراجلة واقامت الحواجز فيما شهدت مدينة طرابلس حركة سير شبه طبيعية وفتحت معظم المحال التجارية والمؤسسات ابوابها.
وكانت جبهات القتال شهدت امس الاول اشتباكات متقطعة استعملت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وسجل سقوط العديد من القذائف الصاروخية على المنازل بشكل عشوائي.
وبلغت حصيلة هذه الجولة من الاشتباكات المستمرة منذ ايام بين منطقتي النزاع التقليدي «باب التبانة» و»جبل محسن» خمسة قتلى واكثر من 51 جريحا بينهم عشرة عسكريين