اتصالا بما تطرقنا إليه أمس بشأن الاقتراح الذي قدمه أحد أعضاء المجلس البلدي، لتحويل حديقة البلدية بالعاصمة إلى مواقف للسيارات، فإنه لا بد أن نقر بأن لدينا أزمة حقيقية في مسألة مواقف السيارات بمنطقة وسط المدينة، لكن ليس معقولا أن يتم علاج هذه الأزمة على حساب الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء القليلة أصلا، والتخلص من كل الأماكن التي تعد متنفسا للمواطنين والمقيمين .
الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم لأن أحدا لا يلتزم بالقانون، ولا بالقواعد الهندسية والمعمارية الصحيحة، فضلا عن غياب فلسفة تخطيط المدن عندنا بشكل يدعو للأسف، وأبسط مثال على ذلك أن العمارات والمجمعات الشاهقة تقام أمام أنظارنا وأنظار المسؤولين المعنيين كل يوم، دون أن يلتزم أصحابها، أو يلزمهم أحد، بضرورة بناء مرآب في أسفلها، حيث يجري تحويل السرداب ببساطة شديدة إلى مخازن ومستودعات يتم تأجيرها، وبدلا من أن تسهم في تخفيف الازدحام وحل مشكلة المواقف، فإنها تتحول في ذاتها إلى بؤرة خطر شديد، عندما يقوم مستأجروها، دون حسيب أو رقيب، بتخزين مواد قابلة للاشتعال فيها، وقد تكررت الحرائق في معظم مناطق الكويت لهذا السبب، ولم يتحرك أحد لعلاج تلك الظاهرة المؤسفة .
المفارقة هنا هي أن البلدية والمجلس البلدي ينبغي أن يكونا في مقدمة الجهات المعنية بمواجهة الأزمة «سواء نقص المواقف أو إساءة استخدام السراديب»، ووضع حلول لها، وهو ما لا نراه متحققا حتى الآن، ولا ندري أي تفسير منطقي لغيابه !