عواصم – «وكالات» : اعلن مكتب الممثل الدولي والعربي المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي امس بدء اولى جلسات الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2» بلقاء بين الابراهيمي ووفد المعارضة السوري في الامم المتحدة سوف عقبه لقاء مع الوفد الحكومي.
وتختلف اجواء تلك الجولة عن سابقتها التي انطلقت في الـ24 من يناير الماضي وتواصلت دون توقف حتى الثالث من فبراير الجاري اذ يأتي الطرفان الى جنيف هذه المرة وقد ادرك المجتمع الدولي من هو الطرف المستعد للحلول ومن الذي يعرقل تقدم مسارها.
ويعاني الوفد الرسمي السوري من موقف ضعيف امام المجتمع الدولي من ناحية وامام منظمات الامم المتحدة المعنية بالازمة الانسانية السورية من ناحية اخرى وذلك لمواصلته القصف بالبراميل المتفجرة واستمرار حصاره لمناطق شاسعة من البلاد.
في المقابل يتوجه وفد المعارضة السورية الى الجولة الثانية بدعم ربما اكثر من ذي قبل بعد ان اثبت قدرته على التفاوض بشكل جدي لاسيما وانه لم ينصع الى المحاولات «الاستفزازية» اثناء الجولة الاولى من المفاوضات بل قدم الحجة والبرهان الامر الذي عزز موقفه كطرف يسعى الى حل الأزمة الآن قبل الغد.
كما اكتسب وفد المعارضة السورية مصداقية اوسع نطاقا منذ جولة المفاوضات الاولى لاسيما بعد اجتماعه الاخير مع وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف في موسكو والذي استغرق اربع ساعات كاملة ما يعكس تحولا كبيرا في الموقف الروسي.
يذكر ان الجولة الاولى قد تمكنت من كسر الجليد بين طرفي الازمة السورية بجلوسهما على طاولة مفاوضات واحدة تحت سقف الامم المتحدة الا ان الهوة واسعة بين مواقف الطرفين تجاه مستقبل السلطة الانتقالية في سوريا.
وكان وفد النظام السوري وصل إلى جنيف أمس الأوا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم على غرار الجولة التفاوضية الأولى التي جرت قبل عشرة أيام ولم تفضِ إلى أي اتفاق سياسي للنزاع، كما وصل أيضا وفد الائتلاف المعارض.
وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الوفد الحكومي سيتابع الجهود التي بذلها في الجولة الأولى، مشددا على مناقشة بيان جنيف1 بالتفصيل وبالتسلسل الذي ورد به.
من جهته قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن أي قرار قد ينجم عن مؤتمر جنيف2 سيعرض على استفتاء شعبي، حسب ما نقلته وكالة سانا الرسمية.
وأضاف الزعبي أن دمشق مصرة على العملية السياسية والمسار السياسي، وستبقي الباب مفتوحا للوصول إلى مثل هذا الحل. في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن النظام السوري لم يلتزم بما نص عليه مؤتمر جنيف1، معربا عن تشاؤمه حيال النتائج المحتملة لمؤتمر جنيف2.
وفي هذا السياق، قال منذر خدام عضو هيئة التنسيق الوطنية الممثلة لمعارضة الداخل، إنهم لن يشاركوا في المفاوضات تحت عباءة الائتلاف الوطني السوري.
وأضاف في اتصال مع الجزيرة أنهم وقعوا وثيقتين مع الائتلاف الوطني تتعلق بالتفاهمات السياسية، ولكنهم فوجئوا بتنصله منها، على حد تعبيره.
وكان رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا نفى في تصريحات له بالقاهرة أن يكون لدى وفد الائتلاف أي نية للقاء شخصيات من هيئة التنسيق الوطنية الممثلة لمعارضة الداخل لتوسيع وفد المعارضة بالجولة الثانية من جنيف2، لكنه أشار إلى أنه سيبذل كافة الجهود الممكنة ليضم الوفد المفاوض كافة القوى السياسية الفاعلة.
وينص اتفاق جنيف1 -الذي تم التوصل إليه في يونيو 2012 وفي غياب أي تمثيل لطرفي النزاع بسوريا- على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية، كما ينص على وقف فوري للعنف بكل أشكاله وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وشكل بيان جنيف1 نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات بين وفد نظام الرئيس بشار الأسد والوفد المعارض بإشراف الإبراهيمي، إذ شدد الوفد الرسمي على أولوية «مكافحة الإرهاب»، في حين طالب الوفد المعارض بالبحث في «هيئة الحكم الانتقالي».
وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، مؤكدا أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع.
وبالامس قال الإبراهيمي إن محادثات جنيف الحالية ستتعامل مع القضايا الرئيسية الخاصة بوقف العنف واقامة كيان حكومي انتقالي وكذلك الخطط الخاصة بالمؤسسات والمصالحة.
جاء ذلك في وثيقة وجهها الإبراهيمي لطرفي الصراع السوري وحصلت رويترز على نسخة منها.
ويعتزم الإبراهيمي الاستمرار في لقاء الجانبين بشكل منفصل خلال الأيام القليلة المقبلة أملا في تحسين أجواء التفاوض.