إذا كان من حق النواب أن يطرحوا ما يعن لهم من اقتراحات ، باعتبار ذلك من أدوات ممارسة عملهم البرلماني ، فإننا نعتقد أن هذا الحق ينبغي ألا يكون منفلتا من أي زمام أو عقال ، بل لا بد أن يراعي ظروف المجتمع ومطالب المواطنين ورغباتهم ، حتى لا يصطدم بها .
في هذا السياق فاجأنا بعض أعضاء مجلس الأمة أخيرا بإثارتهم الجدل حول نظام الصوت الواحد الانتخابي الذي جرت الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفقا له ، حيث أعلنوا عن نيتهم التقدم بمقترح لتعديله ليصبح صوتين بدلا من صوت واحد ، بما يعني التراجع عن نظام برهنت عمليتان انتخابيتان متتاليتان على نجاحه الكبير ، وقدرته على تمثيل كل أطياف المجتمع الكويتي تحت القبة ، وكما يؤكد النائب عبد الرحمن الجيران فإن هناك «توافقا على أفضلية نظام الصوت الواحد الذي أمكن من خلاله تجاوز كثير من الإفرازات غير المرغوب فيها في المجتمع الكويتي ، وأنه سمح بمشاركة شعبية واسعة ، وتمثيل اشمل لشرائح المجتمع» ، وهو ما ثنت عليه أيضا النائبة د . معصومة المبارك التي قالت إن لديها قناعة تامة بان «الصوت الواحد هو النظام الذي يجب المحافظة عليه ، لأنه أياً كانت السلبيات التي شهدناها من تطبيقه فإنها لا تقارن علي الإطلاق بالسلبيات التي شهدناها من ممارسة الصوتين او الأربع أصوات السابقة» .. وعلى هذا النحو جاءت شهادات نواب كثيرين أمس ، في فزعة نيابية قوية تؤكد أن المجتمع بات يرى من خلال ممثليه في البرلمان ، أن نظام الصوت الواحد هو الأفضل والأكفأ ، وأن الحفاظ عليه أصبح مهمة وطنية ، لا بد أن تلقى تعزيزا من سائر منظمات المجتمع المدني ، حتى لا يشعر النواب بأنهم يقفون وحيدين في هذا المجال ، دون نصير يسند ظهرهم ، ويعينهم على الثبات ، من أجل ترسيخ مكتسبات الديمقراطية والتمسك بما أثبتت التجارب العملية نجاحه وأفضليته عما سواه .