تعد الوقاية من الأمراض المعدية أمرا حيويا لتجنب حدوث قصور في التطور الإدراكي لدى الطفل. واستنتجت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن ممارسات النظافة بإمكانها الحد من التقاط الأمراض المعدية وبالتالي المساعدة في منع الأمراض التي قد تؤثر على التطور الإدراكي خلال السنوات الحاسمة الأولى من الطفولة. ويتزامن نشر نتائج هذه الدراسة مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي الجديد، والجهود الجارية لبرنامج الزيارات المدرسية كجزء من حملة «مهمة من أجل الصحة « لديتول، والذي ينظم برعاية من مجلس النظافة العربي.
وقد تتطور التهابات معينة في الطفولة -مثل تلك التي تتسبب في الإسهال- إن لم تعالج إلى دورة متكررة كالتالي: نقص التغذية، زيادة في شدة المرض نتيجة للالتهابات المعوية، والعدوى، مما يؤثر على قدرة الأمعاء على امتصاص المواد المغذية. وذلك سيؤدي إلى مزيد من سوء التغذية الذي يمكن أن يقلل من قدرة الطفل على إنتاج الطاقة اللازمة لنمو الدماغ ومقاومة المرض في نفس الوقت.
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس النظافة العربي واستشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات د.محمد عبد الرحمن حلواني: إذا لم يكن بمقدور الطفل تلبية طلب نمو وتطور الدماغ من الطاقة، فمن المرجح أن يتأثر استقرار نمو الدماغ. ومن المهم للغاية حتى يتسنى للأطفال تنمية كامل قدراتهم التعلمية والجسدية والعاطفية التقليل من اكتساب الأمراض خلال سنوات الدراسة الحيوية، مبينا أن يد الإنسان تعد من أكثر ما يلتقط من مسببات الأمراض المعدية والمسببة للإسهال، وبالتالي فإن ضمان قيام الأطفال بممارسات النظافة الجيدة للأيدي باستمرار هو أمر مهم لنموهم دون أمراض».
وأوضح أنه من خلال عروض تفاعلية حية في الفصول الدراسية، وعروض الفيديو، وحزمة عينات المنتجات لأخذها إلى المنزل، يقوم برنامج الزيارات المدرسية لحملة «مهمة من أجل الصحة» من ديتول بتثقيف الأطفال حول الخطوات الأساسية والضرورية لعملية غسل فعالة لليدين لمساعدتهم وأصدقائهم وأسرهم على البقاء في صحة جيدة.
وأضاف حلواني: «إن غسل اليدين بالصابون والمياه النظيفة أو بالغسول المضاد للبكتيريا، هو أحد أكثر الوسائل فعالية لإزالة مسببات المرض من البكتيريا والفيروسات. كما ينصح بشدة استخدام المطهرات على الأسطح المشتركة والتي تتعرض للمس من الجميع، مثل تلك الموجودة في المدارس».
وقال إنه تم إطلاق برنامج الزيارات المدرسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط في عام 2009 لتبدأ أكبر برنامج توعوي بالنظافة وممارسات غسل اليدين الصحيحة على الإطلاق من ناحية الانتشار الإقليمي، وقبل نهاية عام 2013 وحده، سيكون أكثر من 1.2 مليون طالب من مختلف أنحاء الشرق الأوسط تلقوا تثقيفا تفاعليا لتعلم غسل اليدين بطريقة صحيحة في محاولة للحد من انتشار الأمراض.