ليس المهم هو العزف على وتر «العلاوات» و «الزيادات» ورفع سقف المطالب من باب انتخابي دون اي تقدم حقيقي على ارض الواقع كما كان يحصل في المجالس السابقة التي بالغت كثيرا في الاقتراحات والمشاريع بينما الحقيقة هي البحث عن مكاسب وقتية تحت غطاء «المطالب الشعبية» ليتفاعل الشارع معها.
وليس المهم هو الدعوة الى فتح ملفات قديمة - ليس بقصد معالجتها بل من باب التلويح، وهذا يعني انها ستختفي مع انتهاء «المصلحة»، فالاهم هو الالتزام بـ «الوعود» والنوايا الصادقة في انهاء القضايا الحساسة ورفع المعاناة عن المواطنين كافة من باب تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق.
فما يطرح الان وقبل ان يبدأ مجلس الامة الجديد اعماله هو نوع من «الحقن التخديرية» التي لا تعالج المشكلة ولا تنهي المعاناة التي استمرت لسنوات طويلة بسبب نهج الشعارات الذي اثبت فشله.
ان ترتيب الاولويات يحتاج الى رؤية نيابية حكومية شاملة قابلة للتنفيذ وليست مجرد رؤية انتخابية و «رد الجميل» تنطلق من قاعدة المساواة والعدالة حتى تكون ذات جدوى وقيمة.
فلا يمكن ان يتحقق الاصلاح على سبيل المثال - دون برنامج عمل تدعمه السلطة التنفيذية وتتكفل بتطبيقه حتى لا نعود الى الوراء، ونعود الى البحث عن «كبش فداء» ولا يتم تطبيق القانون على المتنفذين وعلى المحسوبين على بعض الكتل، وهنا قمة الازدواجية التي ادت الى انحراف العمل البرلماني عن جادة الاصلاح.