عقد سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء جلسة مباحثات رسمية في قصر بيان أمس الأول مع رئيس وزراء اليابان الصديقة شينزو آبي.
وجرت المباحثات في أجواء ودية تعكس عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الصديقين وافاق التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين الصديقين إضافة إلى مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما تناولت المباحثات سبل تعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية وتشجيع تبادل الزيارات بين رجال الأعمال للاستفادة من الفرص الاستثمارية في كلا البلدين وكذلك التعاون في مجالات التنمية والتعليم وتبادل الخبرات بين المختصين في هذا الشأن.
وعقب المباحثات وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء و رئيس وزراء اليابان الصديقة احتفل بالتوقيع على مذكرتي تفاهم بين البلدين الصديقين.
وقد وقع على مذكرة تعاون بشأن الحوار السياسي في التنمية الوطنية بين البلدين وقعها عن حكومة الكويت وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة ووزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الدكتورة رولا دشتي وعن حكومة اليابان سفير فوق العادة مفوض لحكومة اليابان لدى دولة الكويت توشيهيرو توشيجيهارا.
كما وقع على مذكرة تعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي بين البلدين وقعها عن حكومة دولة الكويت معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور نايف فلاح الحجرف وعن حكومة اليابان سفير فوق العادة مفوض لحكومة اليابان لدى دولة الكويت توشيهيرو توشيجيهارا.
هذا وأقام سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء مأدبة عشاء على شرف رئيس وزراء اليابان شينزو ابي والوفد المرافق له بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
واعرب رئيس الوزراء باسم اليابان عن تقدير بلاده للمنح الكويتية السخية البالغة خمسة ملايين برميل من النفط الخام وثلاثة ملايين دولار الى اكوامارين فوكوشيما ومليوني دولار الى جمعية الصليب الاحمر الياباني هذا بالاضافة الى مشاريع اعادة الاعمار ومنها شراء عربات قطار وافتتاح مركز لرعاية الاطفال وغيرها من المشاريع في المناطق المتأثرة بزلزال شرق اليابان الكبير.
واعربا ايضا عن رغبتهما في تعزيز الشراكة الشاملة بين البلدين في سبيل تحقيق الاستقرار والازدهار وذلك عبر تعزيز التعاون على مختلف المستويات السالفة الذكر.كما اكدا على اهمية تعزيز التعاون والتشاور من خلال التدابير التالية:
1 - التعاون في المجالات السياسية والامنية،إذ اكد الجانبان على اهمية عقد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين حكومة دولة الكويت وحكومة اليابان وذلك في اقرب وقت ممكن في الكويت.
واعرب الجانبان عن رغبتهما باجراء مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين في اقرب وقت ممكن.
وأوضح الجانبان عن استعداهما لتعزيز الحوار السياسي والامني الرفيع المستوى بين وزارات الخارجية والدفاع من البلدين وذلك بهدف بحث الاوضاع الاقليمية والامن البحري بما في ذلك سلامة خطوط الملاحة البحرية ومحاربة القرصنة وحظر انتشار الاسلحة النووية ومحاربة الارهاب والمساعدات الانسانية والاغاثة في حال الكوارث وغيرها من المسائل من خلال وزراء الخارجية والدفاع في كلا البلدين.
واكد الجانبان عن استعدادهما لتعزيز تنسيق المساعدات الى الدول النامية. وفي هذا السياق رحب الجانب الياباني بنتائج اجتماع قمة حوار التعاون الاسيوي الذي عقد في الكويت في اكتوبر 2012 ورحب بدعم دولة الكويت لاستضافة سكرتارية منتدى حوار التعاون الاسيوي.
وعبر الجانبان عن ترحيبهما بالتوقيع على مذكرة التعاون والحوار الاستراتيجي في 7 يناير 2012 وكذلك خطة العمل. كما اعربا عن استعدادهما لتوسيع نطاق الحوار والتعاون بين اليابان ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وذلك على المستوى الوزاري وعلى مستوى كبار المسؤولين.
2 - التعاون حول المسائل الاقليمية والدولية
اكد الجانبان التزامهما بالتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الاوسط بموجب قرارات الامم التحدة ومبادرة السلام العربية والمشاركة في وجهات النظر حول الحاجة الملحة لتحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط من اجل التوصل في اقرب وقت ممكن الى تحقيق هدف الحل القائم على الدولتين وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وموحدة وقابلة للحياة. كما شددا على اهمية الجهود الدولية الرئيسية من اجل دفع عملية السلام قدما.
هذا ورحب الجانب الكويتي باعتراف الحكومة اليابانية بفلسطين كدولة غير عضو - مراقب في الامم المتحدة.
عبر الجانبان عن قلقهما الشديد حيال الوضع المتفاقم في سوريا وحيال الاوضاع الانسانية المتدهورة وطالبا بالعمل الفوري على وقف العنف بكافة اشكاله والاسراع بعقد مؤتمر جنيف 2 الهادف الى تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
كما عبر الجانبان عن قلقهما الشديد حيال مزاعم استخدام الاسلحة الكيميائية في منطقة الغوطة السورية يوم الاربعاء 21 اغسطس 2013 والتي راح ضحيتها المئات من القتلى المدنيين وطالبا الامم المتحدة بالتحقيق فورا في هذه المزاعم.
عبر الجانبان عن ارتياحهما للنتائج الايجابية التي تمخضت عن مؤتمر المانحين من اجل سوريا والذي استضافته دولة الكويت في 29 يناير 2013 استجابة لطلب الامين العام للامم المتحدة والذي نجح في حشد الجهود المالية الدولية من خلال جمع مبلغ تجاوز 6ر1 مليار دولار لدعم العمليات الانسانية في سوريا. وحث الجانبان الدول التي اعلنت عن مساهماتها المالية في المؤتمر الى سرعة الوفاء بالتزاماتها المعلنة.
بحث الجانبان الاوضاع الراهنة في مصر مشددين على اهمية تطبيق خارطة الطريق وفقا لجدولها الزمني ومعربين عن ثقتهما بان مصر ستتخطى هذه الفترة الدقيقة وتعود لممارسة دورها الريادي المؤثر اقليميا ودوليا.
اكد الجانبان دعمهما للجهود الدولية المبذولة في سبيل التوصل الى حل للمسألة النووية الايرانية بشكل سلمي وعبر التفاوض. كما حثا ايران على الاستجابة لهذه الجهود من خلال التطبيق الكامل للقرارات المعنية الصادرة عن مجلس الامن التابع للامم المتحدة وعن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما عبرا عن تطلعهما وبروح التفاؤل الى البوادر الايجابية التي صدرت عن رئيس الجمهورية الايرانية فخامة الدكتور حسن روحاني بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية والمجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي.
يأمل الجانبان بان تتمكن حكومة وشعب العراق من تخطي التحديات السياسية الراهنة بشكل سلمي عبر الحوار وبذل الجهود في سبيل تحقيق استقرار الوضع الامني واعادة بناء الاقتصاد واحترام سيادة دول الجوار وفقا لقرارت مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
اعرب الجانبان عن استعدادهما لتعزيز تعاونهما على الساحة الدولية. كما اعادا التأكيد على اهمية بذل الجهود المشتركة من اجل تحقيق اصلاح مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشكل عاجل بما في ذلك توسيع العضوية الدائمة وغير الدائمة للمجلس.
3 - التعاون في مجال الاقتصاد والزراعة والخدمات الطبية
شدد الجانبان على اهمية تعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي والتقني واعربا عن التزامهما العمل معا في سيبل تشجيع التجارة والاستثمار والاعمال بين البلدين. وفي هذاالسياق رحب الجانبان بدخول الاتفاقية الموقعة بين دولة الكويت واليابان حول تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بضرائب الدخل حيز التنفيذ واعادا التأكيد على اهمية دخول اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار الموقعة بين دولة الكويت واليابان حيز التنفيذ في اقرب وقت ممكن.
اعرب الجانبان عن استعدادهما لتسهيل الحوار السياسي بين الوزارات والمؤسسات اليابانية والكويتية المعنيه بالتنمية الوطنية في دولة الكويت والترحيب بمساهمة اليابان في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية والاجتماعية والاصلاح وتطوير البنية التحتية لدولة الكويت بالاضافة الى مشاركة اليابان الفعالة في صياغة خطة التنمية الوطنية الثانية لدولة الكويت. واعرب الجانب الكويتي عن رغبته بالاستفادة من معرفة اليابان وخبراتها في هذا المجال.
وتشارك الجانبان التأكيد على المشاركة الناشطة في المنتدى الاقتصادي الياباني - العربي الثالث والذي سيعقد في طوكيو بنهاية العام 2013 والمساهمة في انجاحه.
4 - التبادل الثقافي والتبادل على مستوى الاشخاص
رحب الجانب الكويتي بتفهم اليابان لمسألة الاعفاء من التأشيرات لحالمي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية اليابانية والكويتية الراغبين بدخول اي من الدولتين لاغراض دبلوماسية او رسمية او لزيارات مؤقتة.
اعرب الجانبان عن استعدادهما لتشجيع التعاون الثنائي في مجال التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا والتبادل على مستوى الاشخاص.
وغادر رئيس وزراء اليابان السيد شينزو ابي والوفد المرافق له مطار الكويت الدولي صباح أمس بعد زيارة رسمية للبلاد استمرت يومين بدعوة من سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء.
وكان في مقدمة مودعي الضيف على ارض المطار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد و رئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء فيصل محمد الحجي وعدد من كبار المسؤولين بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء وسعادة سفير دولة الكويت لدى اليابان عبدالرحمن حمود العتيبي.
