انتقلت قضية «الصلبوخ» الذي يتطاير على واجهات وأطراف السيارات ، من الطرق السريعة في البلاد التي بدأت تشهد هذه الظاهرة بكثافة ، خلال الأيام التي أعقبت سقوط الأمطار ، إلى قاعة عبد الله السالم في مجلس الأمة ، حيث أثارها بعض النواب غير مكتفين بتوجيه الاتهام في هذا الصدد إلى وزارة الأشغال وحدها ، فقد اعتبروا أن الظاهرة ليست سوى أحد تجليات الفشل الإداري والتراجع التنموي اللذين تعيشهما الكويت ، لأسباب عدة بينها بالطبع الصراعات المستمرة بين السلطتين ، وإن كان النواب يرفضون الاعتراف بأن هذه الصراعات سبب رئيسي في تراجع التنمية في البلاد .
وقد هاجم عدد من النواب وزير الاشغال عبدالعزيز الابراهيم ، ورأوا ضرورة أن «تلتزم الحكومة بما جاء في النطق السامي ، فمايحدث بالطرق حاليا من تطاير الصلبوخ بسبب ضعف الطرق نتيجة للمطر يستوجب استقالة وزير الاشغال» ، مضيفين أن «من يخطئ عندنا يرقي» ، كما أكد أن «محطة كهرباء الزور الشمالية يريدونها على مقاس شخص معين ، وكل هذا بسبب سوء طريقة تعيين الوزراء» .
واتفق نواب على أن :» هناك رغبة اميرية في مكافحة الفساد ، لكن للاسف نحن في بلد يشهد اكبر فضائح مالية ولم يحاسب أحد على مر تاريخ البلاد» .
وأوضحوا أنه منذ « 50 سنة من العمل البرلماني ولازلنا ننتظر تفعيل قانون مكافحة الفساد وكشف الذمة المالية ، وننتظر الاخوة في الحكومة يحنون علينا ويخرجون لنا المذكرة التفسيرية ، وفي المقابل الحكومة سارعت بانجاز قانون الشركات لانه يخدم التجار وتغاضت عن قانون مكافحة الفساد الصعب».
يتصل بذلك ما ذهب إليه بعض النواب من خلال تساؤلات عدة طرحوها ومنها : «إلى متى يرى المواطن تبرعات للبنان ومصر والأردن ، فيما علاوة الاولاد وبدل الايجار والقرض الإسكاني وزيادة العسكريين تتوقف»؟.
واعتبروا أن القضية ليست تغيير الحكومة أو بقاءها ، «فنحن نريد الإنجاز ولابد للنهج ان يتغير.. مجالس حلت وحكومات تشكلت ولا يمكن ان يكون هناك إصلاح ان لم يتغير النهج ، والعيب ليس عيب النواب وانما هو النهج الحكومي» .
وقد لخص أحد النواب حالة التردي الذي تعاني منه الكويت في كلمات بسيطة ومريرة بقوله: «ملعب دولة مو قادرة تسويه ، ودولة أصغر منا يسوون فيها كأس العالم» !.