صنعاء – «وكالات» : ساد هدوء حذر معظم جبهات القتال بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعدة شمالي اليمن امس بعد يوم واحد من إعلان اللجنة الرئاسية اليمنية المكلفة بالوساطة بدء سريان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين طرفي الصراع.
وقال سكان محليون إن مناطق متفرقة بمحافظات صعدة وحجة والجوف شهدت أمس الاول توقف المعارك بين الحوثيين والسلفيين، غير أن وسائل إعلام يمنية أفادت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء بتجدد الاشتباكات بين الحوثيين ومسلحي القبائل في مناطق وجبال خيوان بمحافظة عمران.
وأكد القيادي الميداني للسلفيين في محور حرض بمحافظة حجة شمالي غربي البلاد مصطفى شرية الملقب بأبو الحارث أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين دخل فعليا حيز التنفيذ منذ ظهر أمس الاول، وأنهما انسحبا من جبهة القتال وسلما مواقعهما لقوات الجيش اليمني.
وقال إن «جميع المواقع في جبهة حرض تم تسليمها لأفراد اللواء 105 التابع للجيش، بعد أن تعهدت الحكومة اليمنية لهم برعاية تنفيذ بنود الاتفاق، والتزمت بوقف المواجهات في جميع الجبهات ومعاقبة أي طرف قد يخل به».
ويقضي هذا الاتفاق المبرم بوساطة حكومية بوقف إطلاق النار وإنهاء كافة عوامل التوتر، كما يتضمن التزام الطرفين بسحب المسلحين التابعين لهما، وتسليم مواقع تمركزهم إلى الوحدات الأمنية والعسكرية التي ستتولى توفير الحماية الأمنية للمواطنين في الطرقات، وفتح الطرقات من «حرض» إلى صعدة.
ويؤكد مدير المركز الاجتماعي للنازحين في حرض علي أحمد شبيكة أن منظمات حقوقية بدأت بالفعل التحرك لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لآلاف النازحين في مخيمات المزرق بعد رفع النقاط المسلحة وفتح الطرق وإحلال قوات من الجيش بدلا عنها.
وقدر عدد النازحين من جراء الصراع المسلح في مديرية حرض وحدها بنحو ثلاثة آلاف أسرة داخل المخيمات وخارجها.
ولفت إلى أن «أكثر من مائتي أسرة تعيش أوضاعا مأساوية للغاية، جراء قطع الطريق في منطقة الفج بحرض من قبل مسلحي طرفي الصراع لأكثر من شهر أثناء المواجهات الماضية».
وبينما يبدي بعض المراقبين تخوفهم من إمكانية تجدد المواجهات، تعول الحكومة اليمنية على الاتفاق كثيرا لإعادة الهدوء والأمن بالبلاد ووضع حد للمواجهات الدامية بين الطرفين، والتي كانت قد توسعت إلى عدة جبهات في محافظات يمنية أخرى في الأشهر الثلاثة الماضية.