بغداد - «وكالات » : دفعت القوات العراقية بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة الفلوجة المحاصرة، إلا أنها استبعدت القيام بعملية عسكرية ضد الفلوجة في الوقت الحالي.
وقررت الحكومة العراقية مواصلة العمليات العسكرية في محافظة الأنبار، وطالبت مجلس الأمن الدولي بإصدار بيان يؤيد فيه بغداد في حربها على «الإرهاب.
وقال مجلس الوزراء العراقي في بيان إن العمليات بالأنبار ستستمر حتى «تطهير أرض العراق من الإرهاب»، وأكد دعمه للجيش وأجهزة الأمن، ومن سمّاها «العشائر الغيورة» في مواجهتها للجماعات الإرهابية بما فيها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
من جانبه دعا رئيس الوزراء نوري المالكي مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان يؤيد فيه الحكومة في حربها على «الإرهاب»، كما طلب من المجلس تحذير الدول والجهات الداعمة «للإرهابيين» من مغبة الاستمرار في هذا النهج الذي يزعزع الأمن والاستقرار الدوليين.
في سياق متصل، ذكرت مصادر صحفية أن عددا من السياسيين العراقيين يسعون لعرض مبادرة على المالكي لنزع فتيل الأزمة المتفجرة في الأنبار.
وكان متحدث عسكري عراقي قال إن 25 مسلحا قتلوا في قصف جوي استهدف مواقعَ لهم في مدينة الرمادي، بعدما انسحبوا بنسبة كبيرة من أغلب إقليم الرمادي.
وعاد تنظيم داعش للظهور من جديد في المنطقة وإشعال معارك جديدة مع ثوار العشائر المسيطرين هناك.
وتتحدث مصادر عن تسلل عشرات مقاتلي داعش إلى المناطق الشمالية والجنوبية من الرمادي إلى جانب المناطق الواقعة على ضفاف نهر الفرات.
ظهور داعش في الرمادي من جديد يطرح تساؤلات حول مدى فعالية قوات المالكي التي تنتشر خارج هذه المدن في محاولة لمحاربة داعش في الصحراء، بعدما رفضت العشائر دخولها لمدن الفلوجة والرمادي.
وفي الفلوجة المدينة التي هجرها سكانها، يسود الهدوء نسبياً وسط المدينة، بعد أنباء عن اختفاء مسلحي داعش، لكن في نفس الوقت لم يعلن عن سيطرة أي طرف آخر على المدينة.
الفلوجة باتت تعاني أزمة إنسانية بأتم معنى الكلمة، الحصار المتواصل جعل الغذاء نادراً والكهرباء غائبة عن المدينة لأيام، ولا يزال السكان يحملون حكومة المالكي تدهور الأوضاع مثلما يحملونه السياسيون المسؤولية أيضاً.
وبينما تشتد معارك العشائر ضد عناصر تنظيم القاعدة في بلاد العراق والشام، أعلنت مصادر أن داعش تستعد لحمل سلاحها والخروج من سوريا والتوجه إلى العراق ساحة القتال الجديدة.
وكان بيان صادر عن رجال الدين ووجهاء ورؤساء العشائر في مدينة الفلوجة دعا الشرطة المحلية إلى العودة للانتشار في المدينة وإعادة فتح المدارس والمؤسسات الحكومية وعودة الموظفين إلى أعمالهم.
وقال سكان في مدينة الفلوجة إن عددا من المساجد أعلنت عبر مكبرات الصوت التوصل إلى اتفاق يتضمن التخلي عن المظاهر المسلحة وعودة الحياة الى الطبيعية الى المدينة.
وتضمن بيان صادر عن أجتماع «لعلماء الدين وشيوخ العشائر والمثقفين في الفلوجة» حصلت بي بي سي على نسخة منه دعوة كافة منتسبي مديرية حماية المنشآت «شرطة محلية» «لممارسة واجباتهم في حماية الدوائر الرسمية والمنشآت الحيوية».
كما دعا البيان موظفي جميع الدوائر الرسمية الى الدوام في دوائرهم وتقديم الخدمات لأبناء المدينة اعتبارا من يوم امس الاربعاء .
وكان مجلس علماء الدين وشيوخ العشائر في الفلوجة شكل في وقت سابق لجنة سماها اللجنة المدنية لإدارة شؤون الفلوجة تقوم مقام المجلس المحلي لقضاء الفلوجة.
وحض البيان جميع العوائل النازحة من المدينة على العودة اليها وممارسة حياتهم الطبيعية فيها.
وطالب البيان المنظمات الإغاثة ودوائر المحافظة المركزية بتقديم جهود الإغاثة وتوفير المواد الاساسية والغذائية والأدوية والمشتقات النفطية والخدمات الأخرى «لتسهيل وتدعيم الاستقرار والأمن في المدينة».
وعلي صعيد عراقي منفصل شهد العراق الليلة قبل الماضية وفجر الامس مجموعة من الحوادث المنفصلة في العاصمة بغداد وتكريت وكركوك اسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الرجال والنساء.