جاء في الأثر : إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ ، وإن الناظر لحال امتنا اليوم فإن شياطين الإنس والجن قد فتكت بصبيانها وأطفالها فتكا يكتظ ضراوة لا هوادة فيها فمن نحر الى قهر الى قتل الى سحل لم يكن للكبار فيه ما للاطفال منه ، فإن كان الالتزام بالاثر وكف الصبيان عن الخروج حزة العشية الاولى يمنعهم بإذن من تخطف الشياطين الخفية فكيف بهم من الشياطين التي تراهم اهدافا لآلة القتل وحد السكين واحداثيات المدافع والبنادق لا ترى في بغداد العباسيين غير الدماء والحواجز والاسلحة والمفخخات وهدفها الصبية وملاهيهم وألعابهم ولا ترى في دمشق الأمويين غير الموت يتحول بقضه وقضيضه ويتشكل بعدة اشكال فمرة تراه طلقات طائشة لا يدري فيها القانل لماذا قتل ولا المقتول لماذا قُتِل ومرة تراه على شكل سكين مشحوذ الجانبين حتى يؤدي عمله بشكل جيد ومرة يأتي مع الانفاس يتغلغل كغاز تستشقه رئة الاطفال الغضة والتي لا تقوى على استمشاق غبتر الاطارات المتطاير جراء فرار اهلهم بهم فكيف لهم استنشاق الموت وابتلاعه دون ارادة منهم وفي مصر ترى الموت على هيئة مجاميع تتغنى بالاستشهاد في سبيل القضايا التي لا تمت للطفولة بسبب وتراه احيانا اخرى في كنانة بن العاص ونيلا ازرق يغرق الحناجر بهديره المخيف والرهيب وكأن سد ناصر استجمع قوى السنين لكي ينهار على اعوام الطفولة الغضة فيغرقها ويبدلها بجنتها حصيدا من الأحلام والأماني لا ترى فيها إلا عوجا وأمتا وتذر أمانيها قاعا صفصفا تهرب منه الى افواه خطب الموت فتظل بين الحياتين لا تألول على شيء ، فرفقا بالطفولة يا مدعي الحياة ورفقا بالحياة يامدعي الاستقامة
بالله كيف عليك الدمع ينسكبُ
من محجري أم من القلب الذي يجبُ
يا أمتي يا شتات الروح يا مِزقاً
يا لهفة يا مصاباً ظل يلتهبُ
يا أمتي يا حنين الأمس يا ألماً
يا جرحنا النازف الـ مازال ينتحبُ
أشلاؤك الحمر أم أنفاسك انقطعت
أكفانك السود أم أبناؤك الخشُبُ
ماذا التناحر والإسلام غايتنا
ماذا التقاتل والأيام تكتئبُ
ماذا أقول وقولي فيك يجرحني
يحرجني ، لست أدري أيهم يجب
هل من عذابٍ ومن ذنبٍ مصيبتنا
أم من بلاء عليه دلّت الكتُبُ
أم بأسنا بيننا يعتامُنا حرَضاً
فيستوي رغد الأيامِ والكُرَبُ
الكل في مأتم منذ العراق وكم
في دجلتيه أجاج الموت منثعبُ
فقُتِّلت بنت هارون الرشيد سدىً
وضاع في ضفتيها العجم والعربُ
وفي دمشق وفي أكنافها نُحِرَت
مخضرة الشجر الفينان والسحبُ
فقاسمت أختها صوت النحيب ولم
تنفك يوماً على ماكان تنتحبُ
وهذه مصر أرست طنب خيمتها
على القتال ولا رأيٌ ولا عتبُ
تكاد أيامُها شؤمًا تميد بها
وتوشك الروح من حلقومها تثبُ
الله الله يا أركان أمتنا
عضواعلى الرشد لا يفنى و يحتجبُ
قوموا نكفكف هذي الآه عن ثقة
بالله فهو لنا ملجا ومحتسبُ