عادت القضية الفلسطينية من جديد لتنال قدرا من الاهتمام العربي ، بعد أن انحسرت عنها الأضواء بصورة شبه كاملة ، خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب اندلاع ثورات الربيع العربي، والتداعيات التي ترتبت عليها ، من اضطرابات سياسية وأمنية، وانعدام استقرار في العديد من دول المنطقة .
ومن المؤكد أن مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي احتضنته الكويت أمس ، يمثل أحد تجليات هذه العودة للقضية التي ظل العرب لأكثر من نصف قرن من الزمان يعدونها قضيتهم الأولى ، وينبغي أن تظل كذلك بالطبع ، في ظل ما نشهده من تعنت صهيوني في التعاطي مع هذه القضية، واللامبالاة المتناهية في التعامل مع القرارات الدولية ، ورفض تنفيذ أي منها ، والإصرار على التمادي في بناء المستوطنات ، وضرب عرض الحائط بأي احتجاجات دولية في هذا الشأن .
من هنا فإننا نتمنى أن يكون مؤتمرالاتحاد البرلماني العربي نقطة انطلاق لإحياء القضية الفلسطينية ، وفي القلب منها القدس ، وتنفيذ ما تعهد به المؤتمر على لسان رئيس الاتحاد ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم من تأكيده على حرص الاتحاد على تسخير الدبلوماسية البرلمانية لخدمة القضية الفلسطينية ، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق ، والاتفاق على تشكيل وفود لزيارة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، والمنظمات ذات التأثير العالمي ، إضافة الى «جمع الأدلة والبراهين التي تساند حججنا في لقاءاتنا الخارجية» ، وهو ما شدد عليه أيضا رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان .. وإنا لمنتظرون !