بغداد – «وكالات»: شنت قوات الجيش العراقي وقوات «سوات»، مدعومة بقوات من الصحوة، امس هجوماً كبيراً استهدف المناطق الجنوبية في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار في غربي العراق.
وتحاول تلك القوات منذ أيام استعادة السيطرة على تلك المناطق من مسلحي العشائر، لكنها تواجه بنيران كثيفة تجبرها على التراجع. وقد فرضت قوات الجيش حظراً للتجوال في الرمادي، في محاولة لاستعادة السيطرة على جميع أحياء المدينة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، الفريق محمد العسكري -في تصريح بثته قناة العراقية الحكومية- إن «الجيش العراقي شن عملية واسعة بغطاء جوي ضد عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والقاعدة والإرهابيين» دون أن يذكر استهداف مسلحي العشائر أو المدنيين. وأوضح المتحدث أن القوات العراقية شنت هجوما على أحياء في وسط وجنوب المدينة، وذلك ضمن حملة أعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال مراسلون القوات الحكومية استهدفت جنوبي المدينة بالقصف بالطائرات والمدفعية دون تمييز بين المدنيين وغيرهم، مشيرين إلى نزوح كثيف للعائلات من المدينة.
وقال مصدر أمني محلي إن القوات الأمنية فرضت، ظهر الامس، حظرا شاملا على التجوال في الرمادي، وبدأت عملية عسكرية واسعة شملت أحياء الضباط والملعب والبكر والمعلمين وشارع 60 والجمهورية.
وتقوم مروحيات تابعة للجيش بقصف أهداف في حي الملعب ومساندة القوات التي تنفذ الهجوم على المسلحين. وهذه المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون علنا على مدن عراقية منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003.
وكان خمسة من أفراد ما يعرف بقوات الصحوة، بينهم صباح العِزي -قائد صحوة قرية الشيخ حميد التابعة لناحية العبّارة- قد قتلوا شمالي شرقي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.
وأضافت المصادر أن مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي نفذوا العملية في وقت متأخر من يوم امس الاول. من ناحية أخرى شهدت الفلوجة هدوءا نسبيا تخلله سقوط عدد من قذائف الهاون أطلقها الجيش على الأحياء الشرقية والجنوبية من المدينة. من جهة ثانية قال رافع المشحن -شيخ عموم عشيرة الجميلة في الكرمة شمال شرق الفلوجة- إن قوات حكومية استهدفت مجلسه بعدد من القذائف مساء الجمعة. وقالت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب تسعة آخرون جراء قصف من قوات حكومية استهدف مجلس شيخ عشيرة الجميلة وسوقا شعبيا في الكرمة. وذكر شهود عيان أن القصف كان مصدره مدفعية متمركزة في معسكر طارق للجيش شرق الفلوجة.
وفي هذا السياق، جدد جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي- استمرار دعم بلاده لـ»معركة العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» الموالي للقاعدة.
وقال بيان للبيت الأبيض في بيان إن بايدن اتصل بالمالكي للتعبير مجددا عن دعم واشنطن لقتال المالكي ضد القاعدة، مؤكدا أهمية استمرار الحكومة في التواصل مع القادة المحليين والقبليين في محافظة الأنبار. وذكر البيان ان الجانبين بحثا في اتصال هاتفي كذلك الدعم الأمريكي للقوات العراقية في مواجهة الهجمات المسلحة التي تشنها عناصر داعش. واوضح البيان ان بايدن والمالكي اتفقا على اهمية سعي الحكومة العراقية نحو توحيد صفوفها مع القادة المحليين وشيوخ العشائر في محافظة الأنبار غرب العراق التي تضم معاقل عناصر «داعش». وكان بايدن اتصل بالمالكي مرتين من قبل في يناير الجاري للتأكيد على دعم أميركا ومساعدتها للعراق في معركته ضد «الإرهاب»، واتفقا على استمرار تعميق الشراكة الأمنية الأميركية العراقية بموجب اتفاق إطار العمل الإستراتيجي بين البلدين.